IMLebanon

ثورة السويداء… هي ثورة الجوع أولاً وأخيراً  

 

 

يبدو أنّ النظام السوري لم يتعلّم شيئاً من الثورة الأولى التي بدأت في 15 آذار عام 2011 واستمرت 12 سنة وخمسة شهور تقريباً، وكل الحجج التي أطلقها النظام وحلفاؤه من محور المقاومة والممانعة بدءاً بإيران ومروراً بالميليشيات الشيعية العراقية الى الافغانية الى الحزب العظيم، كل هؤلاء أطلقوا أسماء أبطال وهميين من «داعش» و»النصرة» للإيحاء بوجود مؤامرة على النظام… كل هذه الخدع والادعاءات لم تقدّم نتيجة.. والأنكى ان رئيساً يقتل مليوناً ونصف المليون من شعبه ظلماً ويهجّر نصف الشعب السوري، أي ما يقارب 12 مليوناً، ويدّعي بأنّ كل ما حدث هو مؤامرة على النظام.

 

لو افترضنا أنّ هناك مؤامرة. فنحن نريد أن نسأل: أين كانت سوريا يوم تسلم الحكم الرئيس بشار الأسد؟ وأين أصبحت اليوم؟ ونحن نقول له: إذا كانت صفيحة البنزين اليوم وصلت الى 22 دولاراً، وراتب الموظف 17 دولاراً فكيف يستطيع هذا المواطن أن يعيش؟

 

سوريا كانت أمّ الفقير، أما اليوم فلم يعد هناك فقير… لأنّ الشعب كله صار تحت خط الفقر.. والدليل على ذلك الهجرة السورية التي لم تتوقف يوماً واحداً منذ بداية الثورة عام 2011 وحتى الآن.

 

الجديد اليوم هو ثورة أهل السويداء الذين يعانون كغيرهم الفقر والعوز وتوقف الأعمال، حتى الذي يملك سيارة لا يستعملها لأنه لا يملك المال ليشتري وقوداً.

 

قال لي صديق قديم زاره أحد الموظفين وشكا له الحال التي وصل إليها الشعب السوري، إذ أعلمه بأنّ عنده ولدين فلو أراد أن يطعم كل واحد منهما بيضتين فإنّ راتب الشهر لا يكفي فقط ثمن بيضتين للواحد في الشهر الواحد.

 

بالعودة الى مطالب الشعب السوري اليوم، في كل سوريا وفي السويداء بصورة خاصة، فما هي هذه المطالب؟:

 

-1 نظام حر وإطلاق جميع الحريات الاعلامية وغيرها.

 

-2 انتخابات نيابية حرّة.

 

-3 تنفيذ القرارات الدولية.

 

-4 انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة.

 

بصراحة ما بعدها صراحة، الشعب السوري يريد أولاً أن يعيش… يريد أن يعمل… يريد أن يأكل… ويريد أن يتعلم.

 

اما الشعارات التي يرفعها النظام بكلمة مؤامرة فإنها تبدو خدعة أو كذبة كبيرة لم يعد يصدقها أحد، أو لم تعد تنطلي على أحد.

 

من ناحية ثانية، هناك طبقة جديدة في سوريا، وبالأخص في دمشق اسمها: «أثرياء الحرب». هؤلاء حالتهم فوق معدّل الغنى الفاحش خصوصاً انهم يتاجرون بكل شيء بدءاً بالمواد الغذائية المفقودة، لسببين: قسم ممنوع وقسم غير موجود.

 

أما المتاجرة بالمخدرات والكبتاغون فحدّث ولا حرج، لقد أصبحت هذه التجارة من أهم الموارد لهؤلاء المحميين من النظام أو من المحسوبين عليه، الذين تؤمّن لهم الحماية اللازمة لتصنيع الكبتاغون وغيره من أنواع المخدرات.

 

أخيراً، يبدو أنّ الفرصة التي أعطيت للرئيس بشار من خلال دعوته الى القمة بعد عزل سوريا وطردها من الجامعة العربية، هذه الفرصة لم يستفد منها النظام لأنه ذهب الى القمة الأخيرة في جدة وبدأ خطابه بإعطاء دروس للقادة العرب على أساس انه أكثر فهماً وأذكى منهم وأهم شخصية في العالم.

 

رحم الله امرأ عرف حدّه فوقف عنده.

 

ملاحظة: أصبح بيع البنزين على الطرقات وأقفلت أكثر المحطات، وذلك بسبب الحاجة حيث صار بعض المواطنين يشترون الوقود بالقناني سعة 1/2 ليتر بسبب عدم توفر المال لشراء هذه المادة الحيوية.