كما توقعنا فإنّ معركة الانتخابات في جمعية المصارف اللبنانية نجحت، وكما قلنا بالأمس إنّ هذا القطاع الراقي حقق في ظل وجود حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة أهم الإنجازات الاقتصادية حيث وصل الى أعلى مراتب النجاح.
الانتخابات حصلت، وهذا ما كان يطالب به سليم صفير إذ بعد 23 سنة حقق القطاع المصرفي إنجازاً مهماً إذ أجرى انتخابات مثالية في الديموقراطية والرقي كما هو حال هذا القطاع.
ولو عدنا الى عام 1993 مع بداية تسلم حاكمية مصرف لبنان كان هذا القطاع يحتوي على 111 مصرفاً، أمّا اليوم فأصبح العدد 63 إذ جرت عمليات تصفية وعمليات دمج قام بها الحاكم رفعت هذا القطاع الى مستويات عالية حيث أصبح عندنا عدد كبير من البنوك الكبيرة.
من ناحية ثانية، وحرصاً على هذا القطاع الحيوي استطاع الحاكم الذي يقود السفينة أن يصل بها الى بر الأمان بكل شفافية وكل حكمة، ومن يتذكر ما حصل في الستينات وأزمة بنك “انترا” يقدّر عالياً دور الحاكم وجهوده المبذولة وخططه الناجحة.
نعود الى ما جرى بالأمس في انتخابات الجمعية لنقول إنّ التصريح الذي أدلى به سليم صفير كان فعلاً حكيماً وبمستوى راقٍ، ما يذكرنا بالأيام الجميلة للديموقراطية التي كان يتمتع بها العمل السياسي في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي الى أن جاءت الحرب الأهلية في أواسط السبعينات… وكان ما كان.
بعد هذه الانتخابات يتبيّـن أنّ لدى أصحاب المصارف الكبيرة من الحكمة والتعقّل ما يجعلنا نثق بهذا القطاع ونرى أنّ هناك مستقبلاً واعداً إن شاء الله، ونبارك للذين نجحوا وللدكتور جوزيف طربيه الذي قاد معركته بصمت وعمل جدّي، وأيضاً نبارك للذين لم يحالفهم الحظ… كما نبارك للبنانيين بالديموقراطية التي لا تزال موجودة في لبنان بالرغم من العواصف والحروب، ما يؤكد أنّ الشعب اللبناني هو شعب عظيم ويستحق هذه النعمة التي هي نعمة الديموقراطية.