الضاهر يقود «ثورة» من عكار… وقضية الموقوفين الإسلاميين تتحرك إيجابياً
خلاصات الزيارة الحريرية: تكريس مقاطعة ريفي ومصالحة ميقاتي
كثيرة هي «الخلاصات» التي يمكن الخروج بها من زيارة الرئيس سعد الحريري الى طرابلس وعكار على مدى الأيام الثلاثة الماضية، خصوصا أنها كرّست واقعا سياسيا جديدا، من أبرز معالمه تكريس الخصومة مع الوزير أشرف ريفي والبحث عن قواسم مشتركة مع المكونات السنية في الشمال، فضلا عن الالتفات الى كيفية مصالحة الشارع، تمهيدا لاعادة استنهاضه، وذلك بعد التراجع الشعبي الذي سجله «المستقبل» في الانتخابات البلدية الأخيرة.
ومن أبرز هذه الخلاصات:
أولا: تكريس المصالحة بين الرئيسَين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، والتي كانت بدأت في اللقاء الذي جمعهما في دارة الرئيس تمام سلام، وترجمت في الانتخابات البلدية، وتوّجت بزيارة الحريري الى دارة ميقاتي الذي لبى أيضا دعوته الى الافطار المركزي في معرض رشيد كرامي الدولي، وبذلك يكون الرئيسان قد فتحا صفحة جديدة من التعاون والتنسيق، بعد خمس سنوات من القطيعة.
ثانيا: تكريس القطيعة بين الحريري وبين أشرف ريفي، بعد خروج زعيم «المستقبل» عن صمته ورده العنيف على مواقف وزير العدل المستقيل ودعوته الى «أن يحلّ عن رفيق الحريري»، علما أن ريفي كان أبلغ أحد نواب التيار بأنه «مستعد للقاء الحريري شرط أن يتراجع عن قراره بترشيح النائب سليمان فرنجية».
ويبدو أن رد الحريري على ريفي سيتفاعل، وهو بات ينذر بمواجهة حقيقية بينهما، لا سيما أن مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت بين أنصار الرجلَين وصولا الى تبادل الشتائم، كما رفع أنصار الحريري لافتات كتب عليها «حلو الوفاء» فرفع أنصار ريفي لافتات كتب عليها «الوفاء للثوابت»، فيما قال أحد الظرفاء في طرابلس تعليقا على خطاب الحريري: «الرجل عنده عَدُوَّان الأول اسمه أشرف ريفي والثاني اسمه بشار الأسد»!
ثالثا: ظهور معارض جديد للحريري في عكار، على غرار ريفي في طرابلس، هو النائب خالد ضاهر الذي شن هجوما على زعيم «المستقبل» عشية زيارته الى عكار، فعقد مؤتمرا صحافيا دعا فيه الحريري الى الاستقالة بعد أن خسر كل معاركه السياسية، مخاطبا إياه بالقول: «لن تستطيع تكسير رأسنا، ولن ترضى عكار بأن تهيننا، ولا تفكر بأن عكار يمكن أن تحبك أكثر من خالد الضاهر الذي ناضل دفاعا عنها وعن طرابلس وعن بيروت».
وتشير المعلومات إلى أن «ثورة الضاهر» ناجمة عن عدم قيام الحريري بدعوته الى الافطار العكاري، إضافة الى أن الافطار يقام في بلدته ببنين، وبدعوة من منافسه إبن بلدته النائب السابق مصطفى هاشم.
ويبدو واضحا أن الضاهر قد أحرق كل مراكب العودة الى الحضن السياسي للحريري أو الى التحالف معه، في وقت تشير فيه المعلومات الى أنه بات أقرب الى التعاون انتخابيا مع ريفي.
رابعا: السلوك الايجابي المستجد للحريري في حرصه على إعادة التواصل مع كل مكونات طرابلس وفئاتها الاجتماعية، وذلك من خلال توسيع مروحة لقاءاته في مقر إقامته في فندق «الكواليتي إن»، وإصراره في أمسيتَي السحور اللتين أقيمتا على شرفه بدعوة من الدكتور مصطفى علوش، ومستشاره عبد الغني كبارة على أن يجلس على كل طاولة وأن يلتقط الـ «سيلفي» مع الحاضرين، وهو أعلن في سحور علوش عن رغبته الصادقة في بناء بيت له في طرابلس!
خامسا: استحوذ ترتيب البيت الداخلي لـ «تيار المستقبل» في طرابلس والشمال، على حيز واسع من لقاءات الحريري الذي استضاف في مقر إقامته كل القيادات والكوادر وأعضاء القطاعات ولجان المنسقية. وعلمت «السفير» أن الحريري استمع الى مداخلات تناولت أسباب تراجع شعبية «تيار المستقبل»، وهو أكد بالمقابل أنه لا يجوز أن تترك الأمور على غاربها، فتيار المستقبل له حضور واسع، مشددا على ضرورة العودة الى الناس، والتواصل معهم، لا سيما أولئك الذين دفعتهم الظروف الى الاعتكاف وهم يمثلون الأكثرية.
ودعا الحريري الى عدم جعل المال شرطا للاستنهاض، مؤكدا أنه ليس بالمال وحده يحصل التواصل، بل هو وسيلة من الوسائل، لكن الاهم هو إقناع الناس بالفكرة والهدف.
ولم تغب شؤون وشجون طرابلس وأهلها عن اللقاء الذي جمع الحريري وميقاتي في دارة الأخير في الميناء، حيث تشير المعلومات الى أنه تم التركيز على بندَين أساسيين هما: انتخابات اتحاد بلديات الفيحاء، والموقوفين الاسلاميين في أحداث طرابلس.
في البند الأول، ثمة اقتراحات يتم التداول بها في التحالف السياسي الطرابلسي من أجل الرد على نتائج الانتخابات البلدية، بعدم انتخاب رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين رئيسا للاتحاد، وهذا أمر سهل بالنسبة للتحالف الذي يستطيع أن يجير أصوات ثلاثة رؤساء بلديات من أصل أربعة لمصلحته هي (الميناء، البداوي والقلمون)، لكن ميقاتي رفض هذه الاقتراحات جملة وتفصيلا، مؤكدا أن منصب رئيس الاتحاد هو تاريخيا لطرابلس ولا يجوز التهاون بحق المدينة مهما كانت الظروف والمعطيات لأننا بذلك نعاقب مدينتنا وليس أي شخص آخر، مشددا على ضرورة التمسك بالعرف.
وفي البند الثاني، فقد أبلغ ميقاتي الحريري أنه أنشأ مكتبا يضم ثلاثة محامين من أجل متابعة قضايا كل موقوفي طرابلس لا سيما من أبناء التبانة، مشددا على ضرورة وضع حد للظلم الذي يتعرض له بعض هؤلاء، لافتا الانتباه الى اننا لا نريد أن نغطي المرتكبين من المتهمين بقتل عسكريين أو بإطلاق النار على الجيش، لكن هناك من تم توقيفهم بناء على صورة على هاتفه أو نشيد أو مجرد اشتباه، ولا يزال في السجن، وقد أبدى الحريري تفهمه لمعاناة الأهالي، مؤكدا دعمه لتوجه ميقاتي والوقوف الى جانبه والتنسيق الكامل معه في هذا الملف.
الحريري من عكار: الأسد سيسقط غداً أو بعد سنة!
قال الرئيس سعد الحريري خلال الافطار الحاشد الذي اقامه غروب أمس في بلدة ببنين في عكار على شرف عائلات من سائر مناطق عكار ان الرئيس السوري بشار الأسد «سيسقط حتماً، غدا او بعد غد او بعد سنة».
وأضاف: «منذ سنتين، خلال شهر رمضان، طرحت مبادرة لفك الاشتباك بين لبنان والحرب السورية، ودعيت للانسحاب من كل أشكال المشاركة العسكرية في الحرب وتكليف الجيش والقوى الأمنية حماية الحدود وضبط التسلل، وطالبت بإصدار وثيقة وطنية لمكافحة الإرهاب والتطرّف. كيف ردّوا على هذه المبادرة؟ بالإصرار على المشاركة في الحرب وتوسيعها حتى وصلنا الى اليمن! وأصبح الآن القتال في اليمن أشرف… من محاربة العدو الإسرائيلي («الله يعينك يا فلسطين»). هم وقعوا بدوامة لن يخرجوا منها، إلا بقرار إيراني، وقرار إيران مثل حلم ابليس بالجنة! يعني اذا قرر السيد نصرالله الآن ان ينسحب من سوريا، وإيران لا تريد ذلك… فالسيد نصرالله لا ينسحب».
وكان الحريري تحدث في إفطار عائلات الضنية والمنية وزغرتا في معرض رشيد كرامي الدولي، أمس الأول، فدعا الى الكف عن صب الزيت على نار الفتن والتوقف عن السياسات العمياء، بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة وقطع دابر الكراهية التي يستهدفون بها السعودية»، مؤكدا أن إيران تمول الفتنة في العالم العربي، وطالب بأن نحمي بلدنا وعيشنا المشترك من البلوى الإيرانية وأن لا تعلو فتاوى القيادة الإيرانية على مصالحنا الوطنية.
وأشار الى أن حزب الله يعترف بأنه حزب إيراني بامتياز، وأن أوامر الولي الفقيه عنده فوق مصلحة لبنان ومصالح كل العرب.
ورأى الحريري أن كل ما يعنينا في مصطفى بدر الدين محصور بأنه شخص متهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.