IMLebanon

سينودس الكنيسة المارونية: الرئاسة.. وقانون انتخاب عصري

الراعي: مخطئ من لا يرى النجاح إلاّ في السلطة والسلاح

سينودس الكنيسة المارونية: الرئاسة.. وقانون انتخاب عصري

جدول أعمال مثقل طبع مسار سينودس أساقفة الكنيسة المارونية الذي امتد على أسبوع وكانت قد سبقته رياضة روحية لأسبوع أيضا في الصرح البطريركي في بكركي. المفارقة أن معظم عناوينه مكررة، ليس بسبب أن لا سلطة للآباء على التغيير، بل لأن المشاكل ما زالت تجتر نفسها وتسوء من دون منافذ للحل.

من الشغور الرئاسي اللبناني الى المعاناة المستمرة في سوريا منذ نحو 5 سنوات وصولا الى أحداث التمييز المكررة ضد الأقباط في مصر ومرورا بالأوضاع المسيحية التي تزداد انقراضا في الأراضي المقدسة.. وغيرها من تحديات روحية وراعوية واجتماعية ووطنية.

«ما جئت لأحمل الى العالم سلاما بل سيفا»، اختار البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عبارة السيد المسيح لكي يرفع سيف الكلمة في وجه كل من يقف وراء «شلل الدولة». قال في كلمته في ختام السينودس: «السيف – الكلمة يطال جميع الناس، وبخاصّة الذين يتولّون العمل السياسي والشأن العام. فهؤلاء لا يستطيعون القيام بعمل سياسي يهدف إلى تأمين الخير العام، وخدمة جميع المواطنين، وإنشاء دولة القانون والحقّ والعدالة، حامية الجميع وضامنة حقوقهم وسلامتهم، ما لم يحرّرهم سيفُ -الكلمة، سيف القيم الروحية والإنجيلية والأخلاقية، من ذواتهم ومصالحهم التي تعطّل الصالح العام، وفي طليعته انتخاب رئيس للجمهورية، وإعادة الحياة الى المؤسسات الدستورية وسائر المؤسسات التي تجعل من الدولة دولة قادرة ومنتجة وفاعلة، والكفّ عن التّهم والاساءات المغرضة بين اهل الحكم. انه لمخطئ حقًا من لا يرى النجاح إلاّ في الغنى والنفوذ والسلطة والسلاح، ويعتبر أن الحياة من أجل ملكوت الله خسارة».

وفي ختام خلوتهم الروحية، تعاهد الأساقفة الموارنة على متابعة مسيرة تطبيق المجمع البطريركي الماروني بعد تقييم مرحلة السنوات العشر التي مرّت على اختتام أعماله. ولم يكن لبنان بندا عابرا خلال اجتماعاتهم، بل تناقشوا في أوضاع البلد الصغير، ولا سيما في ظل دخول الشغور الرئاسي العام الثالث «وما ينجم عن ذلك من تعطيل للمؤسسات الدستورية وعواقب وخيمة على المستوى السّياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، وتعثّر إدارة مؤسّسات الدولة وسَير عملها، فضلًا عن انتشار الفساد فيها على حساب المال العام».

وناشدوا جميع النواب والكتل السياسيّة بأن «يتحملوا مسؤوليّتهم الدستورية ويقوموا بواجبهم الوطني والبرلماني في تعزيز الحوار والمصارحة بشأن الأسباب الحقيقية التي تحول دون انتخاب الرّئيس».

واعتبر الأساقفة الموارنة ان «ما أفرزته الانتخابات البلديّة والاختياريّة على مستوى كلّ لبنان، يشكّل علامةً فارقة تحمل المسؤولين السياسيّين على مراجعة حساباتهم ومواقفهم ليستمعوا إلى إرادة الشعب ويعملوا على إعادة بناء دولة المؤسّسات، بدءاً بانتخاب رئيس للجمهوريّة وبصياغة قانون عصري للانتخابات النيابية يُنصف كلّ الفئات اللبنانيّة في التمثيل الصحيح».

لم يغفل الأساقفة الموارنة التوقف عن الاوضاع الاقتصادية الصعبة «وقد بات عدد متزايد من اللبنانيين يعيش تحت خطّ الفقر». وإذ دعوا المسؤولين إلى «وضع خطّة إنقاذية تنهض باقتصاد البلاد»، أشادوا «بالجهود الجبّارة التي تبذلها مؤسسة الجيش اللبناني والقوى الأمنية وأجهزتها في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي وحماية المواطنين».

وتوجه الأساقفة الموارنة الى المراجع الدولية طالبين منها «التضامن مع لبنان ومضاعفة الدعم المادّي لتأمين المساعدات الكافية لحوالي مليوني مهجّر، والسعي الجدّي من أجل عودتهم إلى أرضهم وأوطانهم في أسرع وقت».

ومن لبنان الى الجوار والعالم حيث أدلى كل أسقف بدلو أبرشيته، بدءًا بأبرشيّات سوريا الثلاث، دمشق وحلب واللاذقية حيث كان استعراض لمعاناة الشعب المستمرة منذ 5 سنوات، وصولا الى ابرشيات حيفا والاراضي المقدسة ومصر وقبرص حيث ناشد مطارنة هذه الأبرشيّات، كما أبرشيّات لبنان، أبناءهم الصمود في أرضهم لمواجهة كلّ مخطّطات الدول في تقسيم المنطقة والقيام بالرسالة التي أوكلها إليهم السيّد المسيح».

وشهدت أعمال السينودس انتخابين: الأول انتخاب الخوري جوزف نفاع، من ابرشية طرابلس، معاونًا بطريركيًا في بكركي، خلفًا للمطران بولس الصياح الذي قدّم استقالته لبلوغ السنّ القانونية. والثاني انتخاب المطران الياس سليمان أمينا للسر في مجمع الأساقفة خلفا للمطران سمير مظلوم.