Site icon IMLebanon

جوهر المشكلة من يمسك بلبنان

 

 

اللبنانيون، احزاباً وقيادات، ليسوا سوى أدوات بحسب مذكرات نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام التي تنشر حلقات منها صحيفة “الشرق الاوسط” الصادرة في لندن.

 

والشعب اللبناني غير موجود عملياً. كل الممارسات والحروب وعمليات التدمير التي شاركت فيها القوات السورية كان هدفها نبيلاً: حماية وحدة لبنان والثورة الفلسطينية والتصدي للمشروع الصهيوني الامبريالي…

 

معركة زحلة، في المذكرات المنشورة، لم تحصل. المدينة لم تُحاصر وتقصف ويُقضى على سكانها وبيوتها ومواردها. كل ما حصل ان نزاعاً دار بين اسرائيل وسوريا حول نصب الصواريخ السورية في البقاع، فجاء فيليب حبيب مفاوضاً اميركياً، وتدخلت السعودية دفاعاً عن سوريا الصامدة والشعب الفلسطيني، وانتزعت دمشق من جامعة الدول العربية موقفاً يدين القصف الاسرائيلي للمخيمات الفلسطينية والقرى اللبنانية من دون لفتةٍ الى مصير زحلة والأحياء اللبنانية تحت القصف السوري، حرصاً على حمايتها من العدوان الصهيوني.

 

بعض المسؤولين اللبنانيين رووا الوجه الآخر للقصة. فؤاد بطرس والسفير ابوهاجر وغيرهما، تحدثوا عن معاناتهم في مواجهة الخطاب الاسدي التحريري، وعجزهم عن إقناع العرب بوجود وجه لبناني مختلف للمشهد الذي يُعرض عليهم.

 

لكن غالبية المسؤولين اللبنانيين التحقوا على دفعات بالأب السوري. اغتيال كمال جنبلاط ثم المفتي خالد والرئيس بشير الجميل ولاحقاً الرئيس رينيه معوض، كان كافياً لإقناع من لم يقتنع. المطلوب من لبنان ان يكون سوري السياسة فتفضلوا هذه وظيفتكم: أديروه بإشرافنا. وهذا ما حصل.

 

يقول خدام عن حافظ الأسد: “لم يكن في ذهنه ضم لبنان الى سوريا، أو عدم الإعتراف بشرعية الدولة اللبنانية، وإنما كان الأمر يتعلق بالإمساك بلبنان، وتوجيه سياسته الخارجية وإغلاق النوافذ امام خصوم سوريا…”.

 

الإمساك بلبنان بقي سياسةً سورية رسمية بعد وفاة الأسد الأب، وتحول سياسة متوترة وعدائية على يد خلفه حتى إغتيال رفيق الحريري وموجة الاغتيالات التي أعقبته، في تذكير بالموجة الأولى التي مهدت لوضع اليد السورية على لبنان، لكنها موجة جديدة ستمهد لوضع اليد الايرانية على البلد في تكرار واستمرار لاستراتيجية “الإمساك” الأسدية.

 

من غرائب الأمور ان خدام يكشف دور نظامه في استقدام الحرس الثوري الى لبنان عام 1982، ليقوم هذا الحرس بوراثة النظام اياه في الهيمنة و”الامساك”. على ان الخاطرة التي أوردها عن لسان السفير الاميركي في دمشق تبقى حية ومثيرة للتأمل. قال ذلك السفير، ربما في محاولة لإخبار خدام ما يعرفه ويمارسه أصلاً: “اللبنانيون اعرفهم منذ سنوات. عليك ان تتصل بهم يومياً حتى لا ينحرفوا عن الطريق”!

 

عملياً ما زالوا بحاجة للإتصال وهم يستمرون في انحرافهم.