Site icon IMLebanon

أهمية موقع سوريا الجيوسياسي بالنسبة لروسيا

 

يُعتبر الساحِلُ السوري مركزاً هاماً على البحر الأبيض المتوسط لتصدير النفط والغاز.

 

من هنا قام نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف منذ فترة وجيزة بكتابة تقرير عن أهمية موقع سوريا بالنسبة لروسيا، وقد ترجم موقع نون بوست التقرير الى اللغة العربية، وموقع نون بوست يُعتبر منصة عربية متخصصة في التقارير حول العالم العربي والمنطقة وكان قد كتب التقرير بالأجنبية موقع اويل برايس.

 

يقول بوريسوف بأنّ سوريا تشكّل نقطة استراتيجية في منطقة تمتد منها ومن لبنان مروراً بالعراق وايران ثم جنوباً باتجاه اليمين، وهذه المنطقة تعتبر منطقة مقاومة للنفوذ الأميركي المتمركز في دول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن انه من الساحل السوري يمكن بسهولة ارسال منتجات النفط والغاز لحلفائها وعلى وجه الخصوص ايران، وايضاً الى مراكز النفط والغاز الكبرى في اليونان وايطاليا وشمال وغرب وشرق افريقيا. ويتابع بوريسوف قائلاً ان سوريا تضمّ مركزاً حيوياً يقع في ميناء مدينة طرطوس، وفي قاعدة عسكرية جوية رئيسية في مدينة اللاذقية، وتمتلك سوريا ايضاً منابع مهمة للنفط والغاز يمكن لروسيا استخدامها لتسديد جزء من التكاليف والأعباء التي تتحملها من خلال مناوراتها الجيوسياسية، اذ ان روسيا توجه نحو 40 مشروعاً رئيسياً في هذه القطاعات الآن، ووفقاً لبوريسوف، فإنّ موسكو عملت الآن على ترميم 40 منشأة طاقة على الأقل في سوريا تهدف من خلالها الى اعادة كل امكانات الغاز والنفط للبلاد كما كانت عليه قبل شهر يوليو 2011. تعمل الكثير من معامل التكرير الأوروبية في معالجة النفط الخام الثقيل «السويداء» الذي يشكّل معظم الانتاج السوري أما المتبقي فهو من النوع الخفيف، يذهب معظمهم نحو 150 الف برميل في اليوم الى المانيا وايطاليا وفرنسا، من محطة واحدة من محاطات التصدير الثلاثة على الأقل والمتواجدة في البحر المتوسط وهم بانياس وطرطوس واللاذقية، اضافة الى ذلك فإنّ العديد من شركات النفط الدولية في قطاع الطاقة السوري تعمل ومن ضمنها شركة Anglo-Dutch giant Royal الهولندية البريطانية، وشركة Total الفرنسية وNational Petrolium Corporation وOiland Natural Gas وSuncor Energy وPetrofacand Gulfands Petroleum البريطانية وOil Company وTatneft وEngineering firm Stroytansgaz الروسية. كان قطاع الغاز في سوريا حيوياً مثل قطاع النفط ولم يتضرر منه الا القليل في الصراعات الاخيرة، هذا مع وجود احتياطي مؤكد من الغاز الطبيعي الذي يبلغ 8.5 تريليون قدم مكعب، بلغ عام 2010 آخر عام في ظروف التشغيل الطبيعية انتاج سوريا لأكثر من 316 مليار قدم مكعب في اليوم في الغاز الطبيعي الجاف. وفي بداية الثورة المحلية المسلحة في يوليو 2011 وتحرك داتمش غرباً من العراق الى سوريا في ايلول 2014 انخفض انتاج الغاز الى ما يقارب ال 130 مليار قدم مكعب في اليوم لكنه ارتفع الآن الى 170 مليون قدم مكعب يومياً. تعتبر خطة الطاقة التي اشار اليها نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف بمثابة اعادة عمل لاتفاقية التفاهم الموقعة بين سوريا وروسيا في منتصف تشرين الثاني 2017 والتي لا تشمل فقط 40 مشروع طاقة بل أكثر من ذلك ايضاً. في البداية سيكون التركيز على توسيع قطاع الطاقة بعد خطة 2017 الأصلية الموقعة بين وزير الكهرباء السوري حينها محمد زهير خربوطلي ووزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك، ويعطي الاتفاق اعادة اعمار وتأهيل محطة مدينة حلب الحرارية بالكامل وتركيب محطة الطاقة في دير الزور وتوسيع القدرة الاستيعابية لمحطتي تشرين والمحردة وذلك لإعادة تنشيط شبكة الطاقة في سوريا واستعادة مركز السيطرة الرئيسي للشبكة في دمشق. تطمح روسيا الى ان تكون سوريا قناةً طبيعية كشحن الغاز والنفط الى اوروبا عندها ينتهي الصراع كلياً، بينما يتضمن الخيار الاميركي نقل الغاز من قطر ثم عبر السعودية والأردن الى سوريا ومن خلالها يتدفق الى تركيا ثم الى بقية المدن الأوروبية ما يقلل اعتماد اوروبا على الغاز الروسي، بينما يتضمن الخيار الروسي المتبقي انعاش فكرة خط انابيب ايران العراق سوريا الذي ينقل الغاز الايراني ثم العراقي من جنوب فارس الى سوريا ومنه الى اوروبا.

 

أما الخيار المفضل لأوروبا فيشمل وجود مراقبي حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة على الأرض في سوريا مع جلب خبراء الصناعة الهيدروكربونية من الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والسماح لخطي الأنابيب قطر سوريا تركيا وايران والعراق سوريا تركيا بالتطور عبر الوقت، وهذا سيجيز للاتحاد الأوروبي بإعادة فحص مصادر الطاقة الخاصة بها تدريجياً لتنفق مع استراتيجيتها للحد من الاعتماد على روسيا مباشرة. ولا شك انّ الخيار الروسي ستعارضه الكتلة الأميركية السعودية واوروبا.

 

واختتم يوري بوريسوف كلامه قائلاً بغض الطرف عن حقيقة ان الأعضاء الأساسيين للمنطقة هم سوريا وايران وقطر، كما انها تضم بعض دول كليبيا وفنزويلا، فإنّ أعضاء المنتدى جميعاً يسيطرون على أكثر من 70 بالمائة من احتياطي الغاز الطبيعي في العالم و38 بالمائة في تجارة خطوط الأنابيب و85 بالمائة من انتاج الغاز الطبيعي المسال، ما يجعل الغاز في أوبك زائداً ويشكل تهديداً حقيقياً لأميركا وأوروبا.