IMLebanon

لا عودة قريبة لسوريا الى الحضن العربي

 

الانتظار لبنانياً سيّد الموقف .. ولا تسهيلات

 

“مصائب قوم عند قوم فوائد”، بهذا المثل استهل مرجع ديبلوماسي عربي مخضرم ما تشهده الساحة السورية من زيارات لوفود عربية واجنبية جاءت لتقديم واجب العزاء للدولة السورية، جراء الزلال الذي ضرب شمال سوريا، واسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.

 

الا ان هذا المرجع راى ان هذا الانفتاح لا يشكل اطلاقا عودة تدريجية للنظام السوري على الساحة الدولية والعربية. وقال لـ”الشرق” في معرض رؤيته لمسار الاوضاع العربية في المنطقة، صحيح ان الزلزال الذي ضرب الشمال السوري احدث فجوات “انسانية” كبيرة وخطيرة وغير منتظرة تستدعي من جميع دول العالم من دون استثناء التعاطف مع الشعب السوري وتقديم يد العون والدعم الإنساني على مختلف المجالات.الا ان هذا الامر لا يعني اطلاقا، كما يظن البعض، ان الحصار الدولي المفروض على سوريا ونظامه ازيل بشخطة قلم.

 

وفي هذا المجال كشف المرجع الديبلوماسي عن مساع حثيثة تقوم بها دولة خليجية تربطها بسوريا علاقات جديدة وجيدة، بهدف الالتفات نحوها وفك الحصار السياسي المفروض عليها منذ اندلاع الحرب على ارضها، وامكان اعادتها إلى الحضن العربي وسط كل الصراعات الدولية والعربية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط، والتي تشكل خطرا فعليا على الدول العربية في ظل المتغيرات التي تحاك ضد المنطقة.

 

الا ان الديبلوماسي المخضرم والذي رفض الإفصاح عن اسمه اعتبر انه من المبكر القول او الحديث عن عودة سوريا إلى الحضن العربي في القريب العاجل، اقله في الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب المقرر عقده في آذار المقبل.

 

وقال هناك مساعي جدية وافكار وأسئلة كثيرة تطرح على الدول المعنية لاسيما الغربية منها، الا ان قرار العودة لم يختمر ولم ينضج بعد، لكن هذا الامر لا يعني اطلاقا ان المساعي والجهود والاتصالات التي تبذل من عدد من الدول العربية ستتوقف او ستفرمل.

 

وفي الإطار عينه، علمت الشرق من مرجع عربي في القاهرة ان  الاجتماع المقرر عقده لوزراء الخارجية العرب منتصف آذار المقبل قد يحصل في الأسبوع الأول من الشهر نظرا لبدء صيام رمضان عند الطوائف المسلمة، وبالتالي لا يمكن عقد اجتماع عربي في رمضان، وعليه فإن القمة العربية المقرر عقدها في السعودية قد ترجا إلى ما بعد عيد الفطر، والمرجحة أواخر نيسان المقبل.

 

إلى حين جلاء الصورة العربية والدولية اكثر فأكثر تبقى الانظار شاخصة إلى ما ستؤول اليه الاتصالات الدولية على أكثر من جهة لتعبيد الطريق امام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والذي حتى الساعة لا يبدو أن هذا الامر مسهل.