Site icon IMLebanon

أحداث سوريا تُجيب عن السؤال التالي:هل كان يُمكن تفادي الحرب «الإسرائيليّة» على لبنان؟ 

 

عندما أطلق حزب الله جبهة الإسناد لحركة حماس في غزة، ومثله فعل الحوثيون في اليمن، ومجموعات من الحشد الشعبي في العراق، توجّهت الانظار إلى سوريا التي دخلت حرباً عالمية في العام 2011 ولم تخرج منها أبداً رغم التعافي العسكري، الذي تمكن الجيش السوري بمساعدة الحلفاء من تحقيقه خلال السنوات الاخيرة، فكان السؤال هل ستدخل سوريا حرب الإسناد، وهل سيستخدم حزب الله الأراضي السورية الجبلية والجردية لضرب الكيان.

 

في نهاية العام 2023 تعاني سوريا إقتصادياً بظل رفض الأميركيين تعطيل قانون العقوبات «قيصر»، وتأجيل حلّ الازمة السورية التي استمرت بضغطها على كل الافرقاء المشاركين فيها، في اميركا وروسيا وتركيا وإيران، والدول العربية بطبيعة الحال، لكنها كانت تسلك سياسياً مسار انفتاح وإعادة فتح سفارات، خليجية تحديداً، لذلك كان تقدير «المحور» أن لا تدخل سوريا الحرب، وهو ما ذكره أمين عام حزب الله السابق الشهيد حسن نصر الله في أحد خطاباته ، عندما قال ليس المطلوب من إيران وسوريا أن تشاركا بالقتال.

 

وبحسب مصادر سياسية لبنانية بارزة، فإن تلك المرحلة التي كانت فيها جبهات الإسناد تنطلق بعملها، وصل إلى سوريا تهديد أميركي واضح، بأن دخولها الحرب ضد «إسرائيل» او سماحها باستخدام أراضيها بعمليات عسكرية ضد «إسرائيل» سيعرض كل إنجازاتها خلال سنوات حربها للضياع، والبداية ستكون من حلب، حيث كان التهديد واضحاً من الدخول بحرب الإسناد يعني سقوط حلب كمرحلة أولى.

 

لم تدخل سوريا الحرب، ولم تسمح باستخدام أراضيها لعمليات عسكرية، حتى أنه بحسب المصادر هناك بعض المجموعات العسكرية ابتعدت عن جنوب سوريا، لكي لا يكون هناك ذريعة لـ «الإسرائيليين» والأميركيين لضرب الجيش السوري وتحريك المجموعات المسلحة من جديد، ولكن ما حصل هو أنه في اليوم التالي لتوقف الحرب على لبنان، بدأت المجموعات المسلحة المدعومة أميركياً و«اسرائيلياً» وتركياً بالتحرك في حلب ومناطق أخرى.

 

وتؤكد المصادر أن ما يجري في سوريا هو الدليل الملموس الأول، على أن ما يجري في المنطقة لم يكن بسبب طوفان الأقصى، وما جرى على لبنان من عدوان «اسرائيلي» مدعوم غربياً لم يكن بسبب جبهات الإسناد، ومقولة أن لبنان كان بإمكانه تجنب الحرب لو لم يساند حزب الله غزة سقطت في أحياء وشوارع حلب، مع العلم انها سقطت قبل ذلك بكثير من خلال تصريحات رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو، الذي تحدث بشكل واضح عن شرق أوسط جديد، انتقلت معالمه إلى سوريا.

 

ما يجري في سوريا بحسب المصادر متعدد المصالح والأهداف، فهو بالنسبة إلى تركيا محاولة عسكرية لجرّ القيادة السورية لطاولة تفاوض قبل خروج الأتراك من المناطق المحتلة، وبالنسبة إلى الأميركيين هو فرض المزيد من الضغوطات على روسيا ، التي دخلت حربها في اوكرانيا منعطفاً جديداً، مع السماح باستخدام الصواريخ الغربية بعيدة المدى ضدها، وبالنسبة «للإسرائيليين» محاولة لقطع طرق الإمداد عن المقاومة ، وسعي باتجاه إخراج الإيرانيين وحزب الله من سوريا.

 

وبحسب المصادر فإن الظروف الإقليمية اليوم مختلفة في سوريا، فهناك رغبة عربية بانتهاء الحرب، وبكل تأكيد سيكون هناك تحرك إيراني – روسي للدفاع عن كل المكتسبات، ولكن السؤال الأساسي سيكون هل ستشارك «إسرائيل» بشكل مباشر داخل الأراضي السورية؟