يروي وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس أنه سأل مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الهجرة واللاجئين آن ريتشارد عندما التقاها على هامش مؤتمر في الشارقة: “هل تقصفون داعش بالفيتامينات؟”، كان السؤال مفاجئاً وغريباً في وقت واحد مما دعا المسؤولة الاميركية الى الطلب من الوزير اللبناني أن يوضح أكثر ما قصده من السؤال، فأردف قائلاً: “قصدت أن قوات التحالف كلما قصفت الدولة الاسلامية كلما ازداد هذا التنظيم قوة، لا بد أنكم تقصفونه بالفيتامينات!”، عندئذ لم تتمالك ريتشارد نفسها فاسترسلت في ضحكة طويلة من دون أن ترد بأي ايضاح.
في الجانب الآخر من المأساة، ما يتعلق بالاثقال التي يرزح تحتها لبنان جراء عبء مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه مع احتمال أن يرتفع العدد الى مليونيّ لاجئ عندما تقع معركة دمشق. ويتذكر الوزير درباس أنه قبل أشهر سأل زميله وزير الخارجية جبران باسيل خلال اجتماع وزاري عن امكان الشروع في تنفيذ اقتراح اقامة مخيمات للاجئين السوريين في المنطقة الحدودية الفاصلة بين لبنان وسوريا في نقطة المصنع فردّ باسيل مؤيدا بعبارة بالانكليزية “GO AHEAD”. فتدخل وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي كان حاضراً وسأل باسيل: “هل أنت متأكد من أن “حزب الله” يؤيد هذه الفكرة” فأجاب وزير الخارجية بالايجاب موضحا أنه يستند الى ما سمعه شخصيا من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله خلال لقاء سابق. عندئذ بادر درباس الى الاعلان عن هذا الامر في تصريح صحافي اجتذب الاضواء. وفي اليوم التالي جاء الرد سريعا من صحيفة محسوبة على الحزب رافضا فكرة المخيمات. وفي مناسبة تالية انتهز درباس الفرصة فسأل زميله وزير الحزب محمد فنيش عن حقيقة موقف حزبه من الموضوع، فأجاب أن هناك شكوكا حول ما سيؤدي اليه انشاء المخيمات من تقييد حركة عبور الحزب الى سوريا في هذه المنطقة الاستراتيجية.
في القصتين جوهر واحد هو أن المأساة السورية ليست قيد الحل. واذا ما كان هناك من تفسير لتبيّن أن قدر سوريا أن تدفع ثمن اتفاق نووي على وشك الولادة بين ايران والغرب. إنه اتفاق يثير “ارتباك” الحرس الثوري الايراني الذي يتربع فوق ثروة تقدّر بمئات المليارات من الدولارات كما تقول “الفايننشال تايمز”. ويكتب توماس ايردبرينك من طهران في الـ”نيويورك تايمز” أن 200 فقط من المتشددين الايرانيين خرجوا للتظاهر ضد الولايات المتحدة الاميركية في طهران التي تضم 12 مليون نسمة”.
قبل أن تخرج الملايين مجددا الى شوارع طهران للاحتفال هذه المرة بالاتفاق النووي النهائي لم تحظ قصة الرئيس السابق أحمدي نجاد من “أن الدول الغربية تسعى الى اعتقال الامام المهدي المنتظر” بأي اهتمام. إن إيران تتحضر بقوة لملاقاة “الملاك الاكبر” خلف حرائق سوريا.