IMLebanon

خمسة أسئلة سورية إلى أوباما

كان في وسع باراك اوباما ان يركب طائرته ويأتي الإجتماع مع زعماء دول الخليج، بدل ان يدعوهم الى كمب ديفيد للبحث معه في موضوع الإتفاق النووي مع ايران، وفي تداعياته المحتملة إضافة الى قضايا تتعلق بالوضع في المنطقة.

أصحاب النيات السيئة وجدوا الأمر أشبه بإستدعاء الى كمب ديفيد لطمأنة الخليجيين، خصوصاً انه سبق لأميركا ان إنخرطت ثلاثة اعوام في مفاوضات سرّية مع الإيرانيين في عُمان عقر دار حلفائها الخليجييين ولم تكلّف نفسها عناء ابلاغهم ما يجري إنسجاماً مع الأمانة التي يفرضها التحالف.

في حديث أوباما الى توماس فريدمان، بدا انه يريد ان يأكل باليدين معاً، فمن جهة واصل تهافته على الإيرانيين الى ان وصل الى إتفاق يصفه بأنه “فرصة العمر”، لكأنه سيجعل المنطقة جنة عدن التي تسبّح بحمده، بينما الواضح ان الإتفاق سيشرّع أبواب التعاون مع ايران، ففي وسع “الشيطان الأكبر” ان ينام مع “محور الشر” في فراش واحد، أولم تشاهدوا نزهات الحبور بين جون كيري ومحمد جواد ظريف على ضفاف بحيرة ليمان؟

ومن جهة ثانية يريد ان يقول للخليجيين إننا نرفع مظلّة الحماية فوق رؤوسكم فاطمئنوا نحن نضمن أمنكم، أكثر من هذا يقول اوباما “إنني أود رؤية كيف يمكننا الوقوف الى جانب أصدقائنا العرب وكيف يمكن إضفاء الطابع الرسمي على ذلك الأمر اكثر مما هو الآن، إضافة الى بناء قدراتهم لكي يشعروا بالثقة الذاتية حيال قدراتهم الدفاعية”.

تماماً كمن سهر على إطلاق البعبع النووي الإيراني، وقال للجيران لا تجزعوا نحن هنا، ولكن وقت تحاول طهران فرض نفسها قوة إقليمية، ولا تتوانى عن القول صراحة إنها باتت تسيطر على أربع عواصم عربية.

أوباما يقول: “لقد كانت رغبة أميركا كبيرة في الذهاب الى سوريا وتحقيق شيء ملموس، ولكن لماذا لا يقوم العرب بالقتال ضد الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان أو القتال ضد ما فعله ويفعله الاسد”؟ حسناً اذا كان هذا الكلام تحريضياً، وخصوصاً بعد بروز “عاصفة الحزم”، فإن ذلك يثير أسئلة كثيرة:

أولاً لماذا لم تُلبِ اميركا رغبتها وتحقق شيئاً ملموساً، ثانياً هل نسي أوباما أنه شخصياً منع العرب من تسليح المعارضة فهل نصدق انه كان ليقبل تدخلهم عسكرياً ضد الأسد، ثالثاً هل يريد من العرب مقاتلة الروس والإيرانيين الذين يحاربون دفاعاً عن النظام في حين يلحس هو تهديداته الفارغة وخصوصاً بعد استعمال الكيميائي في الغوطتين، رابعاً هل نسي انه لا يزال حتى اليوم يعتبر المعارضة حفنة من الفلاحين وأطباء الأسنان، خامساً كيف يريد منهم مقاتلة الأسد وقت يدعو هو الى مفاوضة نظامه؟

لعلها ترهات رئيس تعتعه إتفاق “فرصة العمر”!