Site icon IMLebanon

سوريا أصبحت مختبراً للسلاح  

كان لافتاً الحديث الذي أدلى به الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين الى إحدى الاقنية التلفزيونية والذي تناول فيه أهمية الأعمال العسكرية التي نفذتها القوات الروسية في سوريا، وأضاف قائلاً إنها كانت اختباراً عظيماً للقدرات العسكرية الروسية على صعيد الطائرات والصواريخ (خصوصاً الــ S400) والدبابات، (إشارة الى أنه بدأ استعمال دبابات الــ T92 المكيّفة والمخصصة لحروب الصحراء، خصوصاً في هذه الأيام ترتفع الحرارة في الصحراء وكانت تعرقل العمليات العسكرية.

الى ذلك، حذرت روسيا الولايات المتحدة الاميركية بسبب انها نقلت من الاردن الى سوريا شبكة راجمات صواريخ متطورة جداً من طراز “هيماراس” وهذه المنظومة سلمت الى الجيش السوري الحر الذي يتلقّى تدريبات وأسلحة من قوى التحالف بقيادة واشنطن، وهذه ستمنع الجيش السوري من الاستمرار في التنف وتعرّضه لخسائر فادحة، وأبعد من ذلك، بهذه الصواريخ تريد واشنطن أن تقطع خط إمدادات الاسلحة الذي يربط إيران بالعراق فسوريا… علماً أنه يوجد ثلاثة معابر أساسية بين سوريا والعراق هي التنف والبوكمال واليعربية.

وفي المناسبة، ماذا تفعل ميليشيا ما يُسمّى بـ”الحشد الشعبي”؟ وقد يتساءل البعض: ممن يتألف “الحشد الشعبي”؟!. إنّه يضم بعض القيادات السنّية الموالية لإيران والتابعة لجماعة قاسم سليماني، بمعنى آخر ما يشابه “سرايا المقاومة” في “حزب الله”… والتي هي غير موجودة إلاّ في الاسم.

فعلاً… إنّه لأمر محزن!

فأين هي سوريا حافظ الأسد؟ سوريا المسموعة الكلمة، صاحبة الموقف والقرار في قضايا المنطقة وأحياناً في قضايا دولية.

هل هذه هي سوريا التي كانت الرقم الصعب؟

هل هذه سوريا التي كان يُحسب لها الحساب في المحافل الإقليمية والدولية؟!.

والسؤال الآخر الذي يطرح ذاته بقوة هو:

مَن يستهدف السلاح المتدفق الى سوريا؟ ومَن تستهدف الجيوش والميليشيات الشيعية التي تتدفق الى سوريا؟

أليْس أنّ الشعب السوري هو المستهدف؟

أليْس أنّ الشعب السوري هو الذي يدفع الثمن من دمائه، ومن أرزاقه، ومن سُكناه، ومن هنائه؟

فمئات الألوف الذين سقطوا في سوريا أليْسوا هم أبناء الشعب السوري؟!.

والسؤال الأهم: الى متى تستمر هذه المأساة المفجعة؟ ومتى يستيقظ النظام المجرم من شبقه الى السلطة، ومن عطشه الى سفك دماء الشعب السوري؟ وهل يستحق البقاء على الكرسي هذه المآسي كلها، وهذه الظلامات كلها، وهذه الفواجع كلها، وهذه الدماء كلها، وهذا التهجير كلّه؟!.

عوني الكعكي