IMLebanon

سوريا ومحادثات فيينا؟!

 

فيما تنشط الحركة الديبلوماسية الاميركية باتجاه احكام الطوق على الرئيس السوري بشار الاسد لاجباره على الرحيل، ترى اوساط اوروبية غربية مطلعة انه يستحيل على الاميركيين التراجع عن مشروع ازاحة الاسد، مهما اختلفت مساعي موسكو التي تحارب في سوريا من خلال طيرانها العسكري  المتطور، اضف الى ذلك من خلال القوى المدعومة من الجيش الثوري الايراني وحزب الله اللذين ينشطان لتجنيب الاسد مغبة السقوط العسكري مع ما يعنيه ذلك من اضطرار المجتمع الدولي لان يلاحقه بتهمة جرائم الحرب المعززة بالوثائق والادلة، بعدما وصل عدد ضحاياه الى اكثر من300 الف سوري والحبل على الجرار؟!

وفي اعتقاد الاوساط الاوروبية الغربية ان روسيا محكومة بالتخلي في نهاية الامر عن نظام الاسد الذي شارف على الانهيار، من دون ان ينفح معه طيران «السوخوي» الذي دفعت به موسكو على امل المد بعمر النظام السوري على امل ان تنشط المساعدات العسكرية من جانب ايران وحزب الله وحيث يقال ان الجانبين دفعا اخيرا المزيد من القوى القتالية على امل ترجيح دفة قوى النظام، لاسيما في مناطق العاصمة دمشق ومحيطها حيث سجلت مواجهات لمصلحة  الجيش الحر الذي يتشدد في مطاردة الجيش السوري الذي يدعي زورا انه متفوق في معاركه والعكس صحيح؟!

وتجدر الاشارة في هذا السياق الى ان من ضمن نقاط ضعف مؤيدي الاسد، هو اضطرار موسكو لان تجري محادثات مع الجيش الحر على هامش محادثات فيينا التي يعتبرها المراقبون اختبار نيات بالنسبة الى الروس الذين يكتفون بالكلام على نتائج اقحام السوخوي في حربهم السورية وقولهم ان طائراتهم متفوقة بمعدلات قياسية على الجيش الحر، فيما تقول اوساط اعلامية محايدة ان الطائرات الروسية تخشى مقاربة مواقع الجيش الحر من مساحات قريبة قد تطاولها صواريخ  الجيش السوري الحر، بحسب ما حصل في الاسابيع الاخيرة فوق منطقة شمال حلب؟!

الجديد في مؤتمر فيينا هو مشاركة المعارضة السورية في مناقشات من وراء الستار، على امل ان تقبل موسكو بالمد في عمر الاسد، فيما ترى اوساط مراقبة انه يستحيل على الاسد البقاء في سلطة تترنح في الداخل وفي الخارج، اضف الى ذلك ان المساعدات المادية الايرانية لم تعد تفي بالغرض، لاسيما بالنسبة الى حاجة سوريا الى ما يتطلب وضعها الداخلي من حاجات لم تعد متوفرة في الاسواق، بعدما اقفلت الابواب التجارية معها من الخارج عموما ومن محيطها في لبنان والاردن والعراق وتركيا، حيث يقال ان المجالات التجارية توقفت الى حدود الصفر في الاشهر القليلة الماضية!

اشارة الى ان الروس فشلوا  اسوة بالايرانيين في اقناع الاسد بالرحيل مقابل عدم ملاحقته قضائيا، مع العلم في هذا الصدد ان الاسد كان قد قبل مطلع العام الجاري بالتخلي عن السلطة شرط عدم ملاحقته، بما في ذلك توفير مكان امن له في روسيا او ايران من دون ان يتأمن ذلك حيث رفضت موسكو وطهران توفير المكان المناسب له، اضف الى ذلك ان خروج الاسد من سوريا سيؤدي به تلقائيا الى الشعور بانه مجرم حرب ليس بوسعه الفرار من وجه القضاء (…)

كذلك فان المعارضة السورية في الداخل وفي الخارج قد رفضت اي دور للاسد في مرحلة الانتقال السياسي، فيما نفت المعارضة تلقيها اية دعوة للمشاركة في محادثات فيينا، ما يعني ضمنا ان المعارضة لا تنظر بجدية الى المحادثات الدائرة في فيينا، الامر الذي اعتبرته بلسان عضو التحالف الوطني السوري «عدم جدية بالنسبة للمساعي الدائرة لتوفير مطلق حل في سوريا يبدأ بتشكيل حكومة محايدة وينتهي بازاحة الاسد مرة واحدة ونهائية؟!

وبعكس ما كان يقال عن ان ايران لا بد وان تكون جزءا من الحل، ترى مصادر المعارضة انه طالما استمر الوجود الايراني في سوريا، لن يكون حل مقبول من الداخل، على رغم المساعي المبذولة للوصول الى تسوية تنطلق من تعزيز دور المعارضة السورية والتسليم لها بتشكيل حكومة لا مكان فيها لاي طرف على علاقة بالنظـام (…)

يبقى القول ان موسكو راضية نسبيا عن مشاركة ايران ومصر في محادثات فيينا لكنها تخشى  من ان تتطور الامور على الارض لغير مصلحة النظام، في حال غيرت واشنطن من وسائل تعاطيها مع الازمة؟!