IMLebanon

سوريا ستبقى عربية  

 

منذ بداية الحرب الأهلية اللبنانية بدأت تتوضّح المؤامرة على تقسيم العالم العربي خصوصاً إقامة دويلات طائفية، أي دولة شيعية ودولة سنّية ودولة درزية ودولة مسيحية.

 

هذا كله من أجل بقاء إسرائيل، خصوصاً أنه لا يوجد في العالم العربي أي دولة طائفية، فالعالم العربي بشكل عام هو إسلامي لا فرق بين مسلم سنّي أو مسلم شيعي، ولم تكن هذه العداوة موجودة.

فشلت المؤامرة في لبنان إذ بعد حرب أهلية دامت 15 سنة عاد لبنان الى ما كان عليه: بلد التعايش بين المسلمين والمسيحيين… والأهم من ذلك أنّه بعد “اتفاق الطائف” الذي أرسى قاعدة المناصفة في المجلس النيابي والحكومة بين المسيحيين والمسلمين من دون التوقف أمام العدد.

وهكذا فإنّ المؤامرة سقطت في لبنان لذلك وفي عام 1979 جاء آية الله الخميني يحمل مشروع التشيّع ورفعت إيران شعار “تصدير الثورة”… وكانت الترجمة الفعلية لهذا الشعار هي العمل على تشييع العالم العربي، وركّز حكامها “آيات الله” اهتمامهم على العراق وسوريا… في العراق أرادوا إنهاء الوجود السنّي، وفي سوريا أرادوا تعزيز الوجود العلوي من خلال تشييع مَن أمكنهم من أهل السُنّة، طبعاً لم يقتصر الأمر على سوريا والعراق، إنما يأتي ذكر هذين البلدين العربيين الأصيلين على سبيل المثال لا الحصر.

واستمرت هذه المحاولات تتخذ وجوهاً مختلفة حتى العام 2011 عندما احتدمت الأحداث في سوريا، فحاولت إيران استغلال هذا الوضع المتفجّر ودخلت على خط الأحداث مواصلة مسعاها “التشيّعي” مباشرة عبر حرسها الثوري وسائر قواتها العسكرية المنخرطة في الحرب السورية، أو عبر “حزب الله” وسائر الميليشيات الشيعية التي زجّت بها في هذا الجحيم السوري، وهذا حديث يطول.

ومنذ أواخر 2011 مطلع 2012 أخذ الدمشقيون يلاحظون مظاهر الوجود الشيعي العلني في دمشق، والمثال على ذلك: الرايات السود وأعلام “حزب الله” في شوارع العاصمة، وتوزيع المنشورات العديدة(…) ومشاهد اللطم في عاشوراء التي لم تكن مألوفة في دمشق على الإطلاق، وشتم الرموز السنّية والأناشيد الشيعية التي تحض على قتال أهل السُنّة الذين يسمّونهم بـ”النواصب”… والتركيز على المناطق الفقيرة… كما حاولوا إقامة المزارات والحسينيات في السويداء وحوران تحديداً.

كان السوريون قد ألفوا، مع النظام العلوي، تمييز أبناء الطائفة العلوية على سواهم، فإذا بهم وجهاً لوجه أمام التمدد الشيعي، والمثال الصارخ على ذلك حواجز “حزب الله” في مدن ومناطق عديدة.

واللافت أنّ وكالة “سانا” للأنباء (الرسمية) أنشأت قسماً فارسياً فبدأت عملية تغيير جذرية في الخطاب الإعلامي السوري لجهة تشييعه وحتى بداية إدخال النمط الفارسي عليه…

ويمكن الإسهاب في الأمثلة على هذه المحاولات التي لم تفلح في تحقيق أهدافها على الإطلاق، فالشعب السوري متمسّك بعروبته ومتمسّك بإسلامه، وما كان ولن يكون لقمة سائغة للفرس ولا للشيعة الفارسية وأتباعها.

وبعدما ثبت أنّ هذا المخطط قد فشل عملياً، بدأ مخطط تقسيم سوريا، أو أقله تفريغها من أهلها… ويحدث هذا، على ما يبدو، بتواطؤ لم يعد مخفياً بين إيران والغرب (أميركا وأوروبا)، ولم يكن الدب الروسي بعيداً عن هذا المخطط المشبوه.

من هذا المنطلق نقرأ في “بيان بروكسل” الذي صدر باسم الولايات المتحدة الأميركية والمجموعة الاوروبية، والغاية من مضمونه واضحة وهي تثبيت النازحين السوريين في البلدان التي نزحوا إليها، وتعزيز الفرز الذي نتج عن التهجير في الداخل.

وفي تقديرنا أنّ هذا المخطط (وهو ليس بعيداً عن أن يكون امتداداً لمخطط التشيّع)، سيؤول بدوره الى الفشل…

لقد جرّبت “لعبة الامم” من قبل في لبنان، كما أسلفنا في مطلع هذا الكلام.

وفي العراق نفذوا شيئاً مماثلاً… وتتواصل أزمة العراق الى هذه الأيام وربما الى مستقبل غير قصير، ولكن الشعب العراقي انتصر على التقسيم وآخر مظاهره محاولة أميركا إقامة دويلة كردية لم تلبث أن سقطت.

والشعب السوري الشقيق سينتصر لوحدته أرضاً وشعباً، فالنظام المجرم الى زوال وسوريا وشعبها الى الحياة العزيزة الكريمة.