كيف انهار الجيش العربي السوري، ومن معه من مرتزقة متعدّدة الجنسيات، في أقلّ من أسبوع، أمام تقدّم عناصر “هيئة تحرير الشام” السريع في عملية “ردع العدوان”؟
كيف تهاوت الدفاعات الأسدية في شمال غرب سوريا وكيف هرب الأسود كالغزلان؟
أهو عنصر المباغتة الذي اعتمده المهاجمون بعد سكون طال لنحو أربعة أعوام؟
أو تراجع إمكانات الجيش النظامي، عدةً وعديداً وتسليحاً؟
أميركا، وبلسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، عزت الأمر إلى “اعتماد سوريا على روسيا وإيران”، لو سمع شون سافيت بالمثل اللبناني “إركب على الديك وشوف وين بيوديك”. لأضافه إلى بيان الشماتة.
يبدو أن تراجع أداء الجيش العربي السوري القتالي، في حلب وإدلب وغيرها من المحافظات والمدن، مردّه إلى النقص في الـ “شنكليش” الذي يمد الإنسان بالطاقة. والـ “شنكليش”، أو السوركي، من أنواع الجبنة المعفّنة المعروفة في لبنان وشقيقته سوريا. يؤكل الـ “شنكليش” الغني بالتوابل والزعتر بعد خلطه بالبصل الأخضر المفروم والبندورة وزيت الزيتون وأنصح كـ “شيف” بإضافة نصف قرن حر إلى الخلطة وألف صحتين. أعتذر على الاستطراد. وتأكيداً على أهمية الـ “شنكليش” الحلبي بوجه خاص، لفتتني وثيقة على قدر بالغ من الخطورة نشرها أحدهم على منصة “إكس” وفحواها مراسلة من نقيب في الجيش السوري موجهة إلى عميد ركن طالباً الإيعاز لضابط برتبة رائد لتأمين نصف قالب “شنكليش” يومياً للشعب الفقير، أي أفراد القوات المسلّحة من ذوي الرتب الدنيا والمِعد الخاوية.
أسباب تقهقر الجيش السوري تترافق مع سؤال كبير: ما سبب تلك الحرب؟
جاء الجواب من خلال بيان من تحت الماء، كتبه العماد إميل لحود: “حين كنّا نقول، منذ أكثر من عقدٍ من الزمن، إنّ الحرب على سوريا هدفها خلق شرق أوسط جديد مطيع للعدوّ الإسرائيلي ومتنازل عن حقوقه وحدوده، كنّا نُتّهم بالانحياز، لكنّ الدليل الأصدق على كلامنا هو ما يحصل اليوم إذ ما إن انتهت الحرب على لبنان حتى بدأت في سوريا، ما يُثبِت أنّ المحرّك واحدٌ، بشكلٍ مباشر هنا وبالواسطة هناك”.
اللافت في بيان الجنرال لحود (يكمل التاسعة والثمانين بعد 40 يوماً)، عدم اعتماده على أي مرجع لإثبات نظريته. طوال حياته، وعند كل منعطف تاريخي، يذكّر بما سبق وقاله وطلع على حق.
في البيان المفصلي حمل صاحب الفخامة والسيارات السبور على رجب طيب أردوغان كما أكد أنه “كما فشلت محاولة اجتياح لبنان، بفضل المقاومين الأبطال، ستفشل محاولة السيطرة على حلب بفضل الجيش العربي السوري الذي أسقط سائر المحاولات السابقة”.
لو أتيح لي، تقديم المشورة للعماد لحود، لنصحته بإرسال 2000 قالب “شنكليش” إلى الجبهات المحتدمة، وأن يدع مهمة تهشيم صورة أردوغان على عاتق الوزير السابق وئام وهاب، كصاحب اختصاص!