هل تتطور الحرب السورية الى نزاع علوي – درزي بعد الحديث عن تطورها الى نزاع شيعي – درزي ، حيث يقال بالنسبة الى أحداث جبل الشيخ ان العلويين رموا بثقلهم لضرب المعاقل الدرزية، فيما هناك من يتحدث عن اتجاه القتال صوب جبل العرب عموماً، حيث الأكثرية الدرزية التي تناصب الرئيس بشار الأسد ونظامه العداء، بعد المواجهات التي حصلت في السويداء معقل القوى الدرزية التي أشار إليها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إثر احداث البقاع الغربي وراشيا – حاصبيا من غير أن يتطرق البيك الى ما يقصده من دور لمقاتلين لبنانيين لابد وأن يكون من حزب الله!
الجميع يعرفون ان الدروز ليسوا على علاقة وطيدة مع نظام الأسد، لكن هذا لا يعني انهم قد رموا في ثقلهم في الحرب الدائرة في سوريا، ليس لأنهم قوة مؤثرة، بل لأن الدروز لا يطيقون مع من يضع السيف على رقابهم وهذا ما حصل منذ مطلع الحرب السورية الداخلية، حيث صدرت اصوات درزية تؤكد مناهضة الأسد بمختلف الوسائل المتاحة، من غير أن تصل الأمور الى حد دخول جبل العرب الصراع المكشوف ضد الأسد.
أما وقد تطورت الأمور في نهاية الأسبوع الماضي الى حد القول ان المجالات المتاحة امام الدروز للدفاع عن أنفسهم لم تعد كما سبق جراء دخول مسلحين غير سوريين على خط الصراع، من غير حاجة الى تحديد من هم هؤلاء وما وإذا كانوا من حزب الله أو من التكفيريين الذين لابد وان يتصرفوا ضد الدروز بوسائل وحشية من نوع بتر الأيدي وقطع الرؤوس، حيث تردد أن الخسائر الدرزية قد فاقت الثلاثين قتيلاً وعشرات الجرحى، قبل أن تصل النجدة الدرزية من البقاع الغربي الذين استنجدوا بدورهم بدروز الشوف وعاليه؟
وفي حال صدقت هذه الروايات، عندها من الواجب سؤال حز الله عما إذا كان له من دور في المعارك التي وقعت في منطقة جبل الشيخ، وما إذا كان من دور مماثل للمقاتلين الإيرانيين تحديداً نظراً للحجم الكبير الذي بلغته المواجهة الحربية هناك، ما دفع جنبلاط الى طرح الصوت والإعلان صراحة ان جبل العرب مستهدف كمنطقة درزية الأمر الذي يتطلب دفاعاً ملحاً عنهم قبل أن تتطور الأمور الى الأسوأ، والمقصود هنا استهداف الدروز في عقر دارهم، لاسيما ان قوى النظام بدأت بحشد عسكري في منطقة السويداء ما يلزم رد فعل فورياً قبل أن تتطور الأمور نحو الأسوأ.
لا مجال في هذا الصدد لسؤال حزب الله اللبناني – الشيعي عما اذا كان له من دور في المقلب الشرقي من جبل الشيخ. حيث يقال ان إسرائيل سمحت بحركة عسكرية الى جانب من تعتبرهم من رعاياها، وهذا التعبير يقال عن الطائفة الدرزية التي تعمل مع الجيش الإسرائيلي كقوة بالغة التنظيم كما تتمتع بحرية الحركة مثلها مثل أية قوة عسكرية يهودية الأصل والفصل. وإذا حدتت هذه الأخبار لابد عندها من معرفة رأي حزب الله بالحركة الدرزية من جانب العدو الإسرائيلي وما إذا كانت ستستتبع بزج قوى في حال دعت الحاجة الى دعم الدروز الإسرائيليين؟!
هذا الكلام لابد منه في حال كان توجه درزي للإستعانة بالإسرائيليين مباشرة، حيث ستختلف الأمور القتالية بين ان تكون سورية – سورية أو سورية – درزية، كما حصل في نهاية الأسبوع الفائت ليبقى مجال لسؤال حزب الله عما إذا كان مع القوى السورية ضد الدروز، أو إن الأمور ستأخذ منحى مختلفاً، قياساً على التحالف المعمول به على الأرض اللبنانية، وهذا لابد سيتوضح في القريب العاجل، حيث يصعب على السوريين كتم مثل هكذا أخبار لها علاقة باستراتيجيتهم العسكرية؟!
الملاحظ في هذا السياق ان حزب الله رفض التعليق عما إذا كان له من دور في مواجهة الدروز السوريين وفي عمق المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع الغربي، فيما يؤكد ما قاله الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ان المواجهة وقعت، من غير أن يشير الى انها ستستتبع بالإتجاه الذي يخدم مصلحة النظام السوري، هذا في حال وصل الصراع الى عمق المناطق الدرزية في جبل العرب عموماً وفي السويداء خصوصاً حيث ليس بوسع احد التكتم على ما يحصل من مواجهات واعمال قتل سقط بنتيجتها العشرات من الدروز، من دون اشارة الى خسائر قوى النظام الذي بات على استعداد لأن يقاتل الجميع نظراً لحاجته الى ان يسجل انتصاراً في ادنى مستوياته المعنوية، من غير حاجة الى وضع شروط على من يقاتلهم أو يقاتل معهم؟!