فوق كل ما يتحمّله اللبنانيون، من ضغوط وأزمات، يطلع من يتحدّث عن عنصرية متفاقمة في بعض البيئات المحلية ضد الإخوة والأخوات السوريين الذين اختاروا طوعاً او مكرهين لبنان الحلو وطناً بديلاً يؤمن لهم المأوى وفرص العمل والحرية والتعليم، والأهم فإن الدولارات الطازجة تصل إليهم في نهاية كل شهر وتجنّبهم مدّ الأيدي «للشحادة» على تقاطعات الطرق، تاركين التسوّل لأهل البلد المقطوعين من شجرة.
النفوس معبّأة ضد اللاجئين. إشكال صغير في حي مكتظ يتحول بلمح البصر إلى مواجهة بين مواطنين وغرباء تنذر بعواقب. وفي الأمس القريب غرّد داعية المحبة بين الشعوب G.B، بالآتي: «ما يحصل في فلسطين جنّبنا مؤامرة كانت بدأت معالمها تتكشّف في المتن حيث شهدنا في ساعات قليلة أحداثاً «مركّبة» من أشخاص معروفي الإنتماء الحزبي يفتعلون المشاكل بقبة باط من بعض الأجهزة الأمنية» عنصريون. «يتسلبطون» على المستأجرين المسالمين من دون سبب.
كان على السوريين طلب مؤازرة من اليونيفيل إذ أن عناصر القوات الدولية هم أبعد ما يكون عن الممارسات العنصرية. زد على ذلك فليس بين ضباط اليونيفيل ورتبائها من» يقب باطاً» لمجموعة زعران.
يجب التصدي لهؤلاء المعتدين العنصريين وإجلاء المستهدفين السوريين وتوزيعهم بين البيّاضة وفقرا والرابية ومدينة البترون حيث يتشاركون وإخوانهم الأمن والأمان ولقمة العيش الكريم. كما يجب ضبط خطاب الكراهية وتعميم ثقافة الإنفتاح والمشاركة في إدارة الشأن العام، على سبيل المثال إن توظيف شباب سوريين كعناصر شرطة في بلديات حالات أو القاع أو بر الياس أو الغبيري أو الجديدة وفي كل بلدة تتعدى نسبة السوريين فيها الـ 30 بالمائة من عدد المقيمين أمر محمود ويسهل قمع المخالفات…اللبنانية.
كما أن تشكيل نقابة جديدة لـ «شوفرية الفانات» الداخلين على الخط والحاملين بطاقة نازح يسهم في تحسين وضع الإخوة السوريين الذين يتعرّضون لمزاحمة من السائقين اللبنانيين العنصريين.
ومن غير اللائق النظر نظرات عنصرية إلى نازح ورب عائلة مؤلفة من زوجتين ورضيعين و4 أطفال وجميعهم يركبون خلفه على موتوسيكل في نزهة عائلية بين الرملة البيضاء والرميلة، ومن غير المقبول أن يتحدث وكيل الورشة إلى العمال السوريين بفوقية. مش سامع بالـ savoir-vivre؟
واخيراً، ومن منطلق لا يمت إلى العنصرية بأي صلة: مساء السبت وتلبية لنداء الأمعاء الخاوية، دخلت إلى محل شاورما على أوتوستراد الجديدة. وصودف أن الصندقجي سوري. ومعلّم الشاورما سوري. وعمال المطبخ سوريون، ومن لف السندويشين سوري… ولا بد لي من التنويه بحسن الضيافة كما أعترف أنني تذوقت أسوأ سندويش شاورما في نصف قرن.