القضايا اللبنانية معقدة، لكنها ليست في طور التأزيم.
وكل قضية لها معالم وأصول، كما لها جذور وجسور، والعبور من مستلزمات الاستمرار، وواجبات الصمود.
كان الرئيس سليمان فرنجيه، يُشدد دائما على ان العبور الى المستقبل، يتطلّب المرور في الماضي، والرجوع الى الحاضر، كما الى ما سبقه وما رافقه وما يتابعه، لأن النهاية آتية لا محالة.
وهذه هي حكمة الرئيس الكبير، في معرض سعيه الى المنصب الكبير.
واليوم يتابع الرئيس ميشال عون القضايا بحنكة ودهاء، من دون أن يعقد مرونة الدهاء في أتون المعالجات الساخنة.
صحيح ان معظم القضايا متشابكة مع بعضها بعضا، لكن بلوغ النتائج الغامضة حينا والسهلة أحيانا، لا يبرّر اليأس من إمكان الفوز بالنتائج السلبية.
كان الرئيس شارل حلو، يذكّر الرئيس فؤاد شهاب بالوداد، وان كان يندّد بتصرفات بعض أصدقائه أحيانا.
وهذا ما جعل الرئيس شارل حلو يبتعد أحيانا كثيرة عن تيار فؤاد شهاب، ويقترب من تيار سليمان فرنجيه، وهو الذي طلب من الرئيس صبري حماده الاعتراف فورا برئاسة سليمان فرنجيه الفائز برئاسة الجمهورية بأكثرية صوت واحد.
وهذا ما جعل أركان الجبهة اللبنانية، وفي مقدمتهم الرئيسان فرنجيه وشمعون يتبنّون ترشيح الرئيس الياس سركيس في العام ١٩٨٦
***
في الشهر المقبل سيتوجه الرئيس سعد الحريري الى موسكو والى واشنطن لمعالجة قضايا مصيرية أبرزها قضية النازحين السوريين الى لبنان، وضرورة تأمين عودة آمنه لهم الى سوريا.
وهذه العودة قضيّة أساسية لرجحان كفّة الحلّ السلمي للأزمة اللبنانية – السورية.
ويقول كثيرون الآن، ان المعالجة الجديدة لأمور النازحين، ترتدي أسلوبا جديدا، مغايرا لما كان يحدث قبل أكثر من نصف قرن، لمعالجة أزمة لبنانية داخلية أسمها قضية اللاجئين الفلسطينيين الى لبنان، ومشكلة النزوح السوري الجديدة.
وهذه الأمور تتطلب تفاهما لبنانيا على قضية انسانية، لأن النزوح السوري أصبح الآن عقدة العقد، في معظم الشؤون اللبنانية.
والنزوح السوري مشكلة، اذا بقيت معقّدة، لأن التوافق على حلّ أزمة النزوح حاجة لبنانية عامة، وليست مشكلة داخلية بين اللبنانيين.
واللبنانيون يريدون حلا للنزوح، لا معضلة لعدم النزوح، وإلاّ فان القضية اللبنانية ستبقى معرّضة لأزمات جديدة، لا لأزمة واحدة.