IMLebanon

دروز سوريا لم يتأثروا يوماً بالزعامة الجنبلاطيّة والانقسام الدرزي اللبناني عمّا جرى في عرنة لن «يُنفجّر» بين الزعماء !!

المواجهة التي خاضها الدروز ضد «جبهة النصرة» في عرنة لا تزال اصداؤها تتردد مدوية على الساحة الدرزية، لناحية عدد الشهداء الذين سقطوا فيها وفاقوا الثلاثين من جهة، وما تركته من انقسامات في المواقف لدى الاقطاب الدروز من جهة أخرى، ففي الوقت الذي اعلن فيه رئىس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط انه حان للدروز المصالحة مع محيطهم متهماً دمشق باستعمال «ابناء طائفته وقوداً في الحروب السورية المستمرة» ولقاؤه الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب في موسكو، فان موقف المير طلال ارسلان كان مغايراً للطرح الجنبلاطي على قاعدة ان «الدروز يدفعون ثمن خياراتهم الوطنية والقومية وانهم يقاتلون في سبيل وحدة سوريا وليس في سبيل حماية انفسهم وفق اوساط درزية.

ولعل اللافت ارتفاع منسوب الجدل في الشارع الدرزي على خلفية ما حصل في عرنة حيث حاولت الاوساط الاشتراكية وفق الاوساط نفسها استغلال الحدث لتحريض الدروز ضد النظام السوري وان كلام جنبلاط الذي دعا فيه لانخراط ابناء طائفته في صفوف الثورة السورية كونها ستنتصر اخيراً يصب في هذه الخانة، اضافة الى ترويج الاشتراكيين تسريبات تقول ان الجيش السوري لم يساند الدروز اثناء المعركة وتخلى عنهم ما اتاح لـ«النصرة» ايقاع اكبر عدد من المهاجمين بين شهداء وجرحى، بينما تناقض طروحات المقربين من المير طلال هذا الكلام مؤكدين ان الجيش السوري نصح المهاجمين الدروز بعدم التوغل في المنطقة وحذرهم من كمائن اعدتها «النصرة» ولكن «النزعة» الدرزية كانت وراء خسارتهم كون المهاجمين خاضوا المعركة بدون تخطيط متأثرين بالحمية والنخوة المعروفة لدى الموحدين الدروز.

وتضيف الاوساط نفسها ان الدروز في المقلب السوري لجبل الشيخ لم يعتدوا على احد وفق الشعار الذي رفعه المير طلال والقائل: «ليس منا من اعتدى وليس منا من لا يرد الاعتداء»، بل ان ما اشعل المنطقة هو احتلال «النصرة» لمقام الشيخ عبدالله في بلدة مغرالمير وتحويله الى محكمة شرعية، اضافة الى ان التكفيريين تسللوا ليل الخامس من الجاري وسيطروا على مفاصل المنطقة التي تربط البلدات الدرزية بعضها ببعض وفصلوا بين بلدتي عرنة والريمة الدرزتيين، ما دفع المقاتلين الدروز الى الهجوم منعاً لتطويقهم وحصارهم.

وتشير الاوساط الى ان دروز سوريا لم يتأثروا يوماً بالزعامة الجنبلاطية، بل كانوا رواد «الثورة السورية الكبرى» بقيادة سلطان باشا الاطرش في الوقت الذي كانت العلاقات جيدة بين الانتداب الفرنسي والمختارة، ولا يزال الدروز منذ تلك الحقبة من اكثر الناس المخلصين للنظام السوري كما ان علاقة المير طلال ارسلان بالقيادة السورية هي علاقة استراتيجية اضافة الى ان صداقة عائلية تجمعه بالرئيس السوري بشار الاسد، وان دروز جبل العرب يشاطرون المير طلال رأيه في المجريات السورية لا سيما ان المرحلة تشهد صراع بقاء مدير حيث يحاول التكفيريون ذبح كل من لا يشاطرهم عقيدتهم، اضافة الى ان دروز بلدات جبل السماق في سوريا تعاني الاذلال بعد سيطرة «النصرة» عليها.

وتقول الاوساط ان «النصرة» تنفذ الاملاءات الاسرائىلية وتتلقى الدعم اللوجستي والعسكري من اسرائىل وان الجرحى من عناصرها وعددهم 11 الذين منعوا من دخول الاراضي اللبنانية تم نقلهم الى مستشفيات العدو الاسرائىلي وهذا الامر اثار حفيظة دروز الجولان المحتل الذين اعلنوا رفضهم لذلك واعتصموا يوم امس امام مستشفى صفد مطالبين اسرائيل بعدم استقبال جرحى «النصرة»، وبالعودة الى الانقسام بين الاقطاب الدروز حول ما جرى في عرنة فان هذا الانقسام لن يؤدي الى خلافات جذرية بينهم على غرار ما يحصل على الساحة المسيحية كون امن الجبل الدروزي فوق كل اعتبار في نظرهم كون لعبة الامم لا ترحم.