Site icon IMLebanon

الانتخابات السورية ومهزلة الانتخابات الأميركية!

 

 

 

الشائبة الوحيدة التي شوهت ديموقراطية الانتخابات الرئاسية السورية كانت حادثة نهر الكلب (اللبناني) عندما امتدت “الأيادي اللئيمة الى السوريين” ومنعتهم من التوجه الى السفارة، على قول وزير الخارجية السورية فيصل المقداد.

 

لم يُعلن المقداد النتيجة الرسمية، فهذا أيضاً شأن ديموقراطي سري، فالفرز سيستمر حتى ليل السادس والعشرين من أيار ليتم بعده اعلان نتائج العرس الديموقراطي الذي شهده حضن الوطن وأحضانه المُلحقة.

 

بقاء الاسد رئيساً لا علاقة له بشروحات المقداد ولا بخيارات الناخب السوري لدى توفرّها… أو توفُّرِهِ. فمنذ سنوات إستقر الوضع في بلاد الشام على تقاسم إقليمي ودولي، الفاعلان الاساسيان فيه، روسيا وإيران يستظلان شرعية الأسد، والفاعلان الآخران، أميركا وتركيا تستظلان شرعية صاحب الوكالة الشرعية الروسي، الأولى تقيم مع روسيا تفاهمات ضمنية منذ 2013 (عام الكيماوي)، والثانية، تركيا، تحتمي وراء تفاهم استانا وتوابعه الذي تقوده روسيا وينظم مناطق خفض التصعيد في شمال سوريا وجنوبها. هؤلاء جميعاً اختاروا بقاء الأسد حتى يحين موعد البحث الجدي في مستقبل سوريا، وحتى الآن يبدو الموضوع مؤجلاً…

 

لا ندري ان كان المهللون للعرس الديموقراطي يصدقون انفسهم. والأمر لا يقتصر على اركان النظام وحدهم. ففي لبنان أيضاً معجبون بالديموقراطية السورية وهم يهتدون بنبراسها، وتقييمات المقداد ستغني قاموسهم الغني أصلاً بالتحليلات والتقييمات لمعنى فوز رئيس المرحلة بقيادة المرحلة لعقدٍ ثالث، على الدرب المُضيء.

 

لقد كانت الانتخابات “على الأقل ما تم منها حتى الآن” (والتدقيق للمقداد)، “أفضل بآلاف المرات من الانتخابات الأميركية المهزلة”، وهذه مُقارنة مُلهِمة بحقّ، فلو لم يفز الأسد لكان واجباً على جمهوره ان يقتحم كابيتول الشعب السوري، أو ربما يقوم احد منافسيه الخاسرين بهذا الفعل، لكن شيئاً من ذلك لن يحصل، لأن المجلس الدولي لتشخيص مصلحته ومصلحة النظام حسم خياراته وملأ الصناديق بما يلزم، واذا اضطر الأمر فإن “سوريا ترحب بكل ابنائها الذين منعهم هؤلاء المعتدون (المشكلة في نهر الكلب) من ممارسة حقهم في لبنان، بالتوجه الى بلدهم سوريا لممارسة هذا الحق”…

 

انتهت تقييمات السيد وزير الخارجية، وعلى اميركا ان تتعلم الآن كيف تجري الإنتخابات، علها تستفيد من التجربة السورية، مثلما نُصحت سابقاً بالإستفادة من التجربة اللبنانية في وضع الموازنات ولم تنتصح…