Site icon IMLebanon

بداية تفهّم أوروبي للمساعدة في إعادة النازحين حزمة ماليّة كبيرة من الإتحاد الأوروبي غداً للبنان 

 

 

تحتل أزمة النزوح السوري المرتبة الاولى في هذه الفترة، ضمن الملفات الهامة التي يعمل بعض المسؤولين على إيجاد الحل الافضل للبنان، من باب التخفيف من تداعياتها عليه، وطرح المسألة امام المجتمع الدولي من جديد لفك حصاره على لبنان، من ناحية الموافقة على إعادة النازحين الى ديارهم، وعدم إرغام لبنان على إبقائهم على اراضيه تحت حجج واهية بات الكل على علم بها، لذا يفرض الملف أهميته إنطلاقاً من الأوزار التي يتحمّلها البلد من جرّاء الاعداد الهائلة للنازحين، والتي تكاد تتخطى أعداد اللبنانيين، في بلد غير قادر على تقديم أدنى مقومات العيش لمواطنيه، فكيف سيقدّم ذلك للآخرين القاطنين على ارضه؟.

 

الى ذلك، تفاقمت هذه الازمة خارج لبنان، وعلى بعد مسافات قليلة منه منذ شهري آذار ونيسان الماضيين، مع محاولة اعداد من النازحين العبور الى قبرص عبر قوراب من لبنان، وفق ما اعلنت السلطات القبرصية، بحيث وصل عدد المهاجرين السوريين غير الشرعيين الى ما يقارب الـ 3500 شخص. الامر الذي كاد ان يؤدي الى ازمة ديبلوماسية بين لبنان وقبرص على خلفية هذا الملف، فسارع رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس لزيارة بيروت ليوم واحد، منذ ثلاثة اسابيع على رأس وفد وزاري، فأجرى محادثات رسمية مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، للوصول الى حلول تبعد النازحين عن قبرص، واعداً بالمقابل بمساعدة لبنان مع الشركاء الاوروبيين في الاتحاد للحد من تداعيات هذه القضية، على ان يزور لبنان في الثاني من ايار الجاري اي يوم غد الخميس للمهمة عينها.

 

في السياق، تتواصل التحضيرات لإستقبال الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فاندر لاين لمناقشة قضية النزوح، على ان تناقش التقارير التي أعدّتها وزارة الخارجية اللبنانية، كذلك نتائج زيارة المفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع أوليفر فارهاليي، الذي أجرى محادثات بمشاركة سفيرة الاتحاد الأوروبي في بيروت ساندرا دو وال، إضافة الى ما يمكن ان يقدّمه الاتحاد من مساعدات تساهم في تعزيز الموقف اللبناني من الملف المذكور.

 

في غضون ذلك، صرّح الرئيس القبرصي عشية الزيارة “بأنّ العمل قائم للتوصل الى إتفاق مع لبنان، من أجل منع تدفق المزيد من النازحين الى الاتحاد الأوروبي عبره، وعلينا المطالبة بتصنيف مناطق معينة في سوريا على أنّها مناطق آمنة لفتح باب العودة”، وأشار الى انّ بلاده ليست في وضع يسمح لها باستقبال المزيد من اللاجئين، لانها وصلت الى حدودها القصوى، ولهذا طلب مساعدة الاتحاد الاوروبي. ولفت الى انه يحمل معه “حزمة” الى بيروت يوم غد، لن تتضمّن فقط مساعدات مالية، بل “دعماً لمؤسسات لبنانية مثل القوات المسلحة، التي تعتبر عاملاً مساعداً للاستقرار في البلاد”.

 

في موازاة ذلك ووفق المعلومات، فقد بدأ التفهّم الاوروبي بالظهور من خلال محادثات بعض المسؤولين اللبنانيين مع المجتمع الدولي والمنظمات المعنية، للمساعدة في إعادة النازحين الى المناطق الآمنة في سوريا، وهذا ما تبيّن خلال محادثات ميقاتي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لذا تتجه أنظار لبنان الى زيارة الغد، حيث سيعلن الرئيس القبرصي عن مبادرة للتوصّل الى اتفاقية تنتج حلاً، مع التمني بألا يكون هذا الحل على حساب لبنان، او يحمل معه مساومة جديدة يدفع ثمنها اللبنانيون…!