IMLebanon

النزوح السوري يهدّد بتفجير لبنان

اذا كان «التيار الوطني الحر» قد رفع الصوت مع بداية الاقتتال في سوريا مطالبا بتنظيم النزوح السوري العشوائى الى لبنان فإن فريق 14 آذار اقام الدنيا ولم يقعدها وكذلك رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط الذي اتهم آنذاك البعض بالعنصرية، فسابت الحدود السورية – اللبنانية وسقطت جميع الضوابط تحت عنوان الانسانية، ليبلغ عدد النازحين مليون ونصف مليون نازح وقد يصل العدد الى مليونين اذا تم احتساب المقيمين من السوريين من عمال وغيرهم، في الوقت الذي استوعب الاردن النازحين في مخيم الزعتري وكذلك تركيا في مخيم هاتاي وتم ضبط ايقاع النزوح دون ان يشكل خطرا على الدولتين في الوقت الذي لمس فيه المسؤولون وبعد فوات الاوان خطورة النزوح السوري واقامتهم في مخيمات عشوائىة على مختلف الاراضي اللبنانية وما وصف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس «الوجود السوري مفاعل قابل للانفجار» الا وضع للاصبع في الجرح وتسمية الاشياء بأسمائها تصريحا لا تلميحا وفق الاوساط المواكبة للمجريات.

رئىس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد اعتبر النزوح السوري «قنبلة موقوتة» واذا كان هذا الموقف المعلن قد تأخر كثيرا فلاسباب عديدة تقول الاوساط، وربما صمت «حزب الله» طويلا عن الامر منعا لإثارة اي حساسيات مذهبية على خلفية ان غالبية النازحين المطلقة هي من الطائفة السنية ولعل اخطر ما في مخيمات النزوح ان تتحول الى ملجأ للتكفيريين من فصيلي «داعش» و«النصرة» خصوصا ان معظم من اصطادتهم الاجهزة الامنية في حربها الاستباقية ضد الارهاب كانوا من النازحين السوريين واخيرهم لا اخرهم الخلية التابعة «للنصرة» التي سقطت في قبضة الامن العام ومؤلفة من 5 سوريين كشفت التحقيقات مع مسؤولها الشرعي ابو البراء ان «النصرة» كانت على طريق تنفيذ عمليتين ارهابيتين في طرابلس والضاحية الجنوبية بواسطة سيارتين تم تفخيخهما في عرسال لاستهداف مركز الامن العام في طرابلس، وايقاع اكبر عدد من الضحايا في الضاحية الجنوبية وفق الاوساط عينها اضافة الى اعتراف ابو البراء بمشاركته في اقتحام حواجز للجيش في عرسال واختطاف عسكريين، وتوقيعه مع الهيئة الشرعية على قرار اعدام العسكريين محمد حمية وعلي البزال كونهما من الطائفة الشيعية.

وتضيف الاوساط ان الدلائل الثابتة على خطورة فوضى النزوح السورية، تتجسد في عرسال التي يبسط التكفيريون من «داعش» و«النصرة» سيطرتهما عليها بالتنسيق مع مصطفى الحجيري ابو طاقية، وان مخيمات النزوح السوري على تخومها تكشفت يوم استهداف الجيش اللبناني وفصيلة عرسال في قوى الامن الداخلي على كونها معسكرات انطلقت منها مجموعات التكفيريين لاقتحام حواجز الجيش، كما ان عدة بلدات استقبلت النازحين السوريين باتت تحت سيطرة التكفيريين كون عدد النازحين يفوق عدد سكان البلدات المذكورة باضعاف وخصوصا في منطقة عكار الملاصقة للحدود السورية، واذا كان رعد قد وصف النزوح السوري «بقنبلة موقوتة» فان المعلومات تشير الى ان معظم الدول الغربية التي استقبلت موجات من النازحين السوريين عبر تركيا واليونان استشعرت بالخطر البالغ لا سيما ان «داعش» و«النصرة» استغلا الامر لتسفير الكثير من عناصرهما الى اوروبا تمهيداً للقيام بهجمات ارهابية كما حصل في العاصمة الفرنسية باريس التي اوفدت مبعوثا لها الى دمشق طالباً المساعدة مخابراتيا لمعرفة هوية التكفيريين الذين وصلوا الى فرنسا بغطاء المهاجرين، الا ان العاصمة السورية رفضت التعاون كون فرنسا كانت الاكثر عدائية لدمشق، وطلبت القيادة السورية التنسيق مع المخابرات الالمانية في تقديم «الداتا» المتعلقة بالنازحين السوريين الذين وصلوا الى المانيا، ما يشير الى ان النزوح بات قنبلة عالمية تهدد الدول المضيفة له لا سيما ان اعادة اعمار سوريا وفق تقرير اللجنة التي كلفها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعداده لحظت ان اعادة اعمار سوريا تتراوح بين 300 مليار و500 مليار دولار ما يعجز عن تحمله الاطراف اقليمية والدولية مجتمعة والنتيجة الحتمية ستكون بتوطين النازحين السوريين في اماكن وجودهم وهنا تكمن الخطورة على لبنان.