Site icon IMLebanon

كَسرُ ذراع إيران في سوريا: من المستفيد؟

 

 

بعد ساعات قليلة من سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب اللّه” في لبنان، فوجئ الشرق الأوسط بهجومٍ خاطفٍ من قبل “هيئة تحرير الشام”، على القوات المتمركزة في ريف حلب الغربي في سوريا، محققة انتصاراً باهراً على القوى العسكرية المتمركزة في تلك المنطقة، من جيش سوري للنظام وقواتٍ إيرانية وميليشيات “حزب اللّه” اللبنانية، وسط ذهول المراقبين من هذه العملية الخاطفة. وقبل أن تضع هذه العملية أوزارها، في حدودٍ جغرافيةٍ واضحة، يتساءل المتابعون: من هم الأفرقاء المستفيدون من هذه العملية؟

 

 

باستعراض اللاعبين فوق الساحة السورية يمكن القول:

 

1-تركيا: قد تكون المستفيدة الأولى من هذه العملية لعدة أسباب: السبب الأول، اتِّساع رقعة تأثيرها الجغرافي والميداني في الملف السوري امتداداً لمنطقة تأثيرها في محافظتي إدلب وحلب؛ والثاني، ضرب الوجود الإيراني _ “الحزباللاهي” فوق الأرض السورية، الذي “يأكل” من صحن أنقرة؛ أما الثالث، فزيادة الضغط على النظام لتعزيز شروط أنقرة في المفاوضات.

 

 

2- روسيا: تستفيد روسيا من هذه العملية التي تضرب خاصةً الذراع الإيرانية في سوريا، بعدما أصبحت طهران شريكاً مضارباً وثقيلاً على مصالحها في سوريا، وسهولة الاتفاق لاحقاً على تقاسم المصالح مع تركيا.

 

 

3- إسرائيل: التي تضع هذه العملية من ضمن مصالحها الحيوية، التي تقضي بِبَترِ أذرع إيران العسكرية في المنطقة، ومن بينها الساحة السورية؛ فجاءت هذه العملية لتستكمل ما بدأته تل أبيب من تدميرٍ للبنية العسكرية لـ “حزب اللّه” في لبنان، تمهيداً للقيام بأيِّ عملٍ عسكري محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية في المستقبل.

 

 

4- الولايات المتحدة الأميركية: تستفيد واشنطن من هذه العملية، التي تفتح الباب أمام الإدارة الجديدة في شرق أوسطٍ جديد، متحرر من فوضى الهيمنة الإيرانية، وذلك بضربِ أذرعها العسكرية، قبل أن تبدأ معها حواراً جديَّاً حول برنامجها النووي، بعنوانٍ مرتقب: “يا بتحط يا بتنط”، أي إمّا التخلي عن برنامجها النووي العسكري، أو المواجهة العسكرية .

 

 

5- لبنان: بقطع طريق الإمداد العسكري لـ “حزب اللّه”، الذي أثبتت الأحداث الماضية، أنه كان وراء منع قيام الدولة في لبنان؛ بسبب فساده وحمايته الفساد والفاسدين، ما أدّى إلى الإفلاس؛ كذلك بسبب ارتهانه لمصالح إيران ما قاد إلى تدمير لبنان.

 

 

6- النظام السوري: قد يكون المستفيد من بتر هذه الذراع الإيرانية، أو غير مستفيد وفقاً للمدى الجغرافي الذي قد تصله هذه العملية العسكرية؛ ومدى استعداد هذا النظام لفكِّ ارتباطه مع إيران، والعودة إلى الحضن العربي.

 

7- الشعب السوري: إنه المستفيد الأكبر من هذه العملية، إنه هو الذي ذاق الأمرّين من احتلالٍ إيراني- “حزب اللاهي”، يقتل وينهب ويدمّر… محاولاً تغيير هوية سوريا التاريخية والدينية بعد محاولته المستمرة في قتل شعبها وتهجيره.

 

 

في الخلاصة، الذراع الإيرانية تُقطعُ اليوم في سوريا، بانتظار الأيام القليلة المقبلة، لنتلمّس مدى تأثير هذا البتر على النظام وعلى مصير سوريا، مع الانتباه دائماً إلى أن “هيئة تحرير الشام” تبقى تحت سيطرة الدولة الداعمة لها.