IMLebanon

بعد الصفعة الديبلوماسية… زحف إنتخابي سوري اليوم

 

 

يعاني الشعب اللبناني لامبالاة مريبة نتيجة تزاحم المفاجآت اليومية السياسية، الاقتصادية، الانتخابية، الاجتماعية، والديبلوماسية التي تغافله. وهذه المفاجآت التي من المفترض ان تكون موسمية أصبحت في لبنان استثناء على رغم انها قاعدة في بلاد العالم. وبعد الصفعة الديبلوماسية التي لم يستفق منها اللبنانيون بعد، سيشهدون اليوم الانتخابات الرئاسية السورية الثانية التي ستكون أكبر من العام 2014، ليس لأنها ستعوق أشغالهم واعمالهم، اذ لم يعد لغالبيتهم أعمال وأشغال، بل لأنها ستُطبق على أنفاسهم وستبقيهم في ذهول ويستكملون اللامبالاة التي ستشلّهم فكرياً وجسدياً وذهنياً حتى انقضاء الدهر أو ربما عهد نظام الأسد.

 

لا يمكن للدولة التي لم تستطع تغيير واقع النازحين السوريين عام 2014 عندما كان المجتمع الدولي والعربي في عز المواجهة مع النظام السوري، ان تمنع اكثر من مليون نازح سوري من افتراش الطرق اللبنانية وعبور الساحات والجسور لانتخاب بشار الاسد رئيساً لهم لـ7 سنوات، فكيف ستتمكن تلك الدولة اللبنانية المفككة من إقناع هؤلاء او بالأحرى إجبارهم او العمل على إعادتهم الى بلادهم؟ علماً أن المشهدية اللبنانية ومشهدية النزوح السوري ما بين عام 2014 و2021 تختلف جذرياً ولا بد من التوقف عندها لأنها ستنعكس حكماً على سير الانتخابات في يوم الاستحقاق السوري الدستوري على ارض لبنان!

 

ولقد استنزف النزوح السوري لبنان ارضاً وشعباً واقتصاداً، في وقت استفاد النازحون من قطاعاته كافة بالاضافة الى استفادتهم من المعونات الخارجية المقدمة من المنظمات الاجتماعية التي ما زالت تتدفق عليهم في كل انحاء العالم وليس في لبنان فقط، بحيث غَدا اللبنانيون نازحون في ارضهم بعدما فاق عدد النازحين السوريين المليوني نسمة من دون احتساب ارتفاع الولادات من عام 2014 حتى 2021، في حين تضاءل عدد اللبنانيين بفعل عوامل عدة أهمها هجرة الشباب والادمغة وخصوصاً الشابّة منها ومن كافة القطاعات.

 

من سخرية القدر ان تحين مواعيد دستورية لبنانية تعجز الدولة عن إتمامها بفعل الاشتباك السياسي الداخلي الحاد، في المقابل لم يَعق هذا الاشتباك إمرار الاستحقاق الدستوري الاهم في نظر البعض وهو استحقاق دستوري سوري وكيف إذا كان رئاسيّاً؟

 

فالرئيس الحالي بشار الاسد سينتخب من لبنان للمرة الثانية لولاية من 7 سنوات بعد الازمة السورية، ويستعد المعنيون لإنجاز هذا الاستحقاق بحرفية فيما لم يتحمّس هؤلاء او غيرهم للمواعيد الدستورية وللاستحقاقات اللبنانيّة الحكومية الوزارية والنيابية والبلدية التي لم تلق الحشد السياسي نفسه او حتى الشعبي الذي كان الامل يعوّل عليه.

 

وفي عِز تهاوي القطاعات اللبنانية ومن ارض لبنان، يحين موعد الاستحقاق الرئاسي السوري فيجهّز المعنيون العدة ويستعد النازحون اليوم للقول «نعم الى الابد لبشار الاسد».

 

في المعلومات ان الطرق ستشهد زحفاً مريعاً، فيما تحذّر الاوساط المتابعة اللبنانيين من التجوال في الطرق المؤدية الى الحازمية واليرزة حيث مقر السفارة السورية بسبب الزحمة الخانقة المرتقبة اليوم نتيجة الاقبال الكثيف للنازحين السوريين المقيمين في لبنان والقادمين من ضواحي بيروت والمناطق اللبنانية شمالاً وجنوباً.

 

أسباب الاقبال

والاقبال الكثيف المرتقب مردّه الى عوامل عدة، هي:

1 – التفاهم السعودي ـ السوري الذي سينعكس بحسب المتابعين إقبال معارضين على الانتخاب.

2 – بلوغ سن الانتخاب للفئة العمرية التي كانت قاصرة عام 2014.

3 – يقين السوريين انّ بشار الاسد باقٍ، الامر الذي سيدفعهم الى التوجه للتصويت له.

4 – مساعدة «حزب الله» الذي يملك منفرداً اللوائح و»الداتا» عن كافة النازحين وأعدادهم بالتفصيل، علماً انّ السفارة السورية تحضّر لهذا الاستحقاق الدستوري منذ شهرين وهي تنسّق في شأنه مع الامن اللبناني ومع «الحزب».

5 – تأمين السفارة السورية المساعدات اللوجستية من اموال وباصات لنقل النازحين الى مقر السفارة في اليرزة.

6 – الدعوات التي وجّهت مساء أمس للسوريين عبر مكبرات الصوت في المساجد في ضواحي بيروت كافة للمشاركة اليوم والتصويت بكثافة. ودعوتهم الى التجمع امام المساجد، معتبرة في نداءاتها انّ اليوم هو «يوم تجديد الوفاء» للاسد.

7 – دعوة «حزب الله» كل البلديات الى تجميع السوريين ضمن النطاق البلدي ونقلهم الى السفارة.

 

وتقول المصادر المواكبة انه من غير المتوقع حصول اي اشكالات لأنّ التحرك منظم ومنسّق مع السفارة السورية ومع الامن اللبناني، ومن المتوقع حضور كثيف لم يشهده لبنان من قبل.

 

ويبقى السؤال البديهي الذي يراود جميع اللبنانيين، والذي ذكّر به رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في عز الازمة الديبلوماسية: أليس أوْلى بمَن سينتخب بشار الاسد في لبنان ان يثبت ولاءه له في سوريا خصوصاً انّ الشعار الذي يطلقه الرئيس السوري لولايته الجديدة هو «الأمل بالعمل»؟ اي انه من المؤكد انه سيكون في حاجة لأيدي الملايين من السوريين النازحين المتأمّلين بالعمل في بلادهم فيغادرون لبنان ليعملوا تحت شعاره لكي يبقى للبنانيين الذين استضافوهم «أملاً بالعمل» في لبنان.