Site icon IMLebanon

حملة بوتين السورية في استطلاعات الرأي الروسية

إذا كانت القرارات الهامة والإستراتيجية في روسيا تصدر بغض النظر عمّا يضمره الرأي العام الروسي من توجهات، بحيث أنّه قلّما يُؤخذ بهذا الرأي باعتبار أنّ الديموقراطية الروسية تحمل في طياتها ندوباً واضحة لمخلفات العهود السوفياتية، وأنّ العقلية الروسية لا تزال بعيدة بأشواط عن الديموقراطية بالمعنى الغربي، على رغم وجود مؤسسات سلطوية وانتخابات ووسائل إعلام ومراكز أبحاث واستطلاعات رأي.

إلّا أنّ ذلك لا ينفي أهمية الركون الى بعضها للإطلاع على المزاج الروسي الشعبي بشأن الحملة السورية التي حملت عنواناً رئيسياً وهو درء الإرهاب الزاحف بسرعة نحو المدن الروسية من البوابة السورية على يد «داعش» وأخواتها .

النخب السلطوية في روسيا لم تجد أفضل من شعار مكافحة الإرهاب وسيلة للتورط في سوريا، باعتبار أنّ «الإرهاب الشيشاني» حمل في العقدين الماضيين كثيراً من المآسي للروس، سواء في مدن القوقاز أو في محطات الميترو ومحطات القطارات، أو في العمليات الدموية على غرار ما جرى في مدرسة بيسلان الإبتدائية، ومسرح موسكو، بحيث يبقى الهاجس الذي يقض المجتمع الروسي ويحمله على موجة من الإفراط في العنصرية في حق أهالي السحنة السمراء والأنف المعقوف لأهالي القوقاز، وهو لربما كان السبب الذي حمل بالناخب الروسي إلى الإتيان ببوتين رئيساً لدورتين.

على رغم ذلك، كيف تبدو نتائج آخر استطلاعات الرأي التي أجراها مركز»لايفادا»، الذي يتمتع بمصداقية عالية حول اتجهات المجتمع الروسي بشأن الحرب في سوريا.

وفقاً لهذا الاستطلاع، أعلن 14 في المئة فقط موافقتهم الكلّية على دعم نظام الأسد والتدخل العسكري المباشر. 69 في المئة من الذين استطلعت آراؤهم أعلنوا رفضهم القاطع. بينما استصعب 18 في المئة الإجابة على هذا السؤال.

يلاحظ وفق الاستطلاع أنّ 67 في المئة من المستفتين أيّدوا فقط دعماً ديبلوماسياً وسياسياً في سوريا، و20 في المئة رفضوا ذلك، ولم يستطع 14 في المئة الإجابة بنعَم أم لا.

في السياق عينه، أعلن 55 في المئة من الروس رغبتهم في تقديم الدعم الإنساني لسوريا، 29 في المئة رفضوا هذا الدعم، و15 في المئة تردّدوا في الإجابة .

يُظهر الإستطلاع مفارقات واضحة خصوصاً لجهة أن 33 في المئة يؤيدون الدعم التقني والعسكري (أي الاستشاري) ، بينما نجد أنّ 41 في المئة ضد هذا النوع من الدعم ، بينما اسعتصت الإجابة على 17 في المئة.

اللافت أنّ 41 في المئة يؤيدون الدعم الإقتصادي فقط للحكومة السورية الحالية، و40 في المئة ضد هذا الدعم، و20 في المئة رفضوا الإجابة على هذا السؤال .

من الملاحظ أنه وفي الإجابة على سؤال: ما هي الأهداف التي تتوخّاها القيادة الروسية من خلال تعاونها مع الرئيس السوري بشار الأسد، يظهر الإستطلاع أنّ 30 في المئة اختاروا الجواب التالي: «الدفاع عن المصالح الروسية في الشرق الأوسط، وحماية مصالح الشركات الروسية في هذه المنطقة».

28 في المئة أجابوا بأنّها محاولة لتعزيز موقع وسمعة روسيا في العالم، وتأكيد خيارها بالاستقلال عن السياسة الغربية، 22 في المئة أجابوا بأنّ الهدف هو منع انتشار تأثير تنظيم الدولة الاسلامية «أيغيل» في اللغة الروسية، وتمدّد الإسلام المتطرف في العالم، وحماية الحدود الجنوبية لروسيا من هذا الإنتشار.

بينما نجد أنّ 19 في المئة أجابوا بأنّ الهدف هو حماية ما تبقّى من أنظمة موالية لروسيا في الشرق الأوسط، ولوحظ أنّ 14 في المئة لفتوا الى أنّ الهدف الرئيس هو حماية السوريين من الإرهاب والتطرف الإسلامي. 19 في المئة لم يستطيعوا الإجابة على السؤال.

يُذكر أنّ هذا الاستطلاع إستمر لمدة أربعة أيام وشمل عيّنات عشوائية من مختلف الدساكر والقرى والمدن ومراكز المحافظات في أنحاء شتّى من الفدرالية الروسية، وشمل 1600 من سكان المدن و 800 من سكان القرى والدساكر بما يناهز المئة وأربعة وثلاثون منطقة في نحو 46 محافظة من أنحاء روسيا، وترواحت أعمار العيّنات بين 18 سنة وما فوق . نسبة الخطأ في هذا الاستطلاع قد تترواح وفق مركز ليفادا بين 3,4 و 4,1 في المئة.

يذكر أنّ الاستطلاع الذي نظمته « ليفادا سينتر» أظهر أنّ كل واحد على عشرة من الذين استطلعوا أعلن تأييده للمعارضة السورية، و39 في المئة أكدوا أنّ موقف المعارضة كما السلطة السورية لا تعنيهم بشيء، و46 في المئة اعتبروا أن ما يجري في سوريا هو حرب أهلية ، و32 في المئة متأكدون بأنّ الإرهابيين المدعومين من الغرب يخوضون حرباً دموية ضد السلطة الشرعية في سوريا، وكل 1/3، أي 33 في المئة لا تعنيهم السياسة الرسمية للسلطة في روسيا بشأن الوضع السوري.

في المقابل، أجرت صحيفة «موسكوفسكويه كوسومولسك» إستطلاعاً، طرحت فيه سؤالاً واحداً وهو : كيف ينظر المستطلعون الى نتائج العملية العسكرية في سوريا:

• 2020 مستطلعاً (أي 41,12 في المئة) أجابوا: إبادة «داعش» وتعزيز دور روسيا في العالم .

• 1358 (أي 27,64 في المئة) أجابوا: تدهور العلاقة أكثر فأكثر مع أميركا والإتحاد الأوروبي.

• 211 (أي 4,29 في المئة): إرتفاع نسبة التأييد لبوتين أكثر فأكثر في الداخل الروسي.

• 1324 (أي 26,95 المئة) كانت أجوبتهم على الشكل التالي: سيحفف من آثار التدهور الإقتصادي، وتدهور المستوى المعيشي للمواطنين وتحقيق الإنجازات العسكرية.