Site icon IMLebanon

خطة إعادة النازحين جاهزة.. فلِمَ المقاربة من منطق التعطيل؟

 

إطلالة فرنجية تمحو بيان الخارجية الفرنسية وسط وقائع رئاسية باهتة

 

 

في لبنان بات الإعتياد على تصدّر ملفات للمتابعة وغياب أخرى أمرا طبيعيا، وقد يسمع بمعالجة عاجلة أو جزئية له وقد لا يسمع. هكذا تدار الأمور في البلاد. وكثيرة هي المرات التي وصل فيها النقاش في قضية ما إلى موقع متقدم ثم ما لبث أن تراجع؛ وليس بالضرورة أن يحمل الطابع السياسي بل يمكن أن يكون اقتصاديا أو حياتيا أو غيره. في الوقت الراهن دخل ملف النازحين السوريين في سُلَّم الأولويات في حين بقي ملف الرئاسة يراوح مكانه حتى وإن اوحى البعض أنه في مرحلة إعادة تزخيمه، فهو لا يزال وفق ما يتردد من معطيات بحاجة إلى أشواط من البحث المعمق.

صحيح أن مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية ينشط في لقاءاته وفي بعض الاطلالات الإعلامية وكذلك الأمر بالنسبة إلى مرشح المعارضة الحالي النائب ميشال معوض، لكن الوقائع الرئاسية لم تتمكن من جلاء المشهد بأكمله، أما المعنيون به فلم يعمموا الإيجابيات حوله هذا ما ظهر في مواقفهم الأخيرة.

ويرى مراقبون أن سليمان بك يخرق الرؤية السلبية في الاستحقاق الرئاسي بكثير من الإشارات المتصلة بترشحه فهو لم يتلقَّ موقفا حاسما من إقفال الباب بوجه وصوله إلى سدة الرئاسة، كما أنه تحدث بالمباشر عن انفتاحه في الحوار مع معارضي انتخابه وعبر عن لبنانيته المتجذرة أي في المختصر أجاب عن كل نقطة كان مشكوكا بعدم القدرة على تقديم رؤيته فيها، بالطبع حاذر لكنه صارح.

وحده تبيان الموقف الخارجي من ترشحه يريح رئيس تيار المردة الذي لم يكشف كثيرا عن خطواته المقبلة، في حين أن الداخل لا يزال يتخبط ويتهم الفرقاء بعضهم البعض بتعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية، وليس هناك من قادر على اجتراح الحلول وفق ما هو ظاهر.

هل أتى الإهتمام بملف النازحين ليحجب الانشغال بملف الرئاسة؟ وهل من رابط بينهما ؟

توضح أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن عدة ظروف وقفت خلف طرح ملف النازحين أو إعادة تحريكه مع العلم ان الخطة المتصلة به جاهزة ولم تكن تستدعي إلا التطبيق من خلال المعنيين بالملف أي الجانب السوري والجانب الدولي فضلا عن الجانب اللبناني وتشير إلى أن حضور الملف من منطلق ترحيل السوريين ليس من شأنه افتعال أي إشكال طالما أن الخطة تقضي بذلك فضلا عن نقاط عدة حول العودة الآمنة للنازحين ومعالجة بعض القضايا المتصلة بالملف لها شق قضائي وإنساني وآخر يتصل بتعداد النازحين بشكل فعلي ورسمي، متوقعة أن يتفاعل الملف في سياق متابعته أو أن يعود إلى المراوحة في ظل تحفظ دولي على هذه العودة والمطالبة باندماج النازحين في المجتمعات التي تستضيفهم، على أن المصادر نفسها تكشف أن الملف لن يجمد كليا وها هو قد عهد مجددا إلى وزراء الاختصاص والى الأجهزة الأمنية المعنية فيه.

وترى هذه الأوساط ان المهم هو النتيجة والمواكبة المستمرة للملف وهذا يتطلب إعادة التنسيق مع السلطات السورية وليس على قاعدة «تنسيق يتيم»، وتعتبر ان ربطه بالإستحقاق الرئاسي من زاوية أن الرئيس العتيد صاحب العلاقة الجيدة مع السوريين مخول لبت الملف غير دقيق على اعتبار أنه أبعد من ذلك.

إلى ذلك تفيد الأوساط أن تحرك فرنجية في ظل غياب أي نشاط لمرشحين محتملين يضعه في لائحة الاسماء المتقدمة بإنتظار ما قد يصدر ويعاكس ذلك، ولا يزال موقف الخارجية الفرنسية الأخير ماثلا أمام الجميع، معربة عن اعتقادها ان الكلمة الفصل للمملكة العربية السعودية في حين أن قسما من المعارضة يعتبر أن المملكة لم تقدم إشارة واحدة عن تأييدها مرشح الممانعة وبيان القوات اللبنانية يصب في هذا السياق، وتقول أن أي حوار بين فرنجية وممانعي انتخابه معقد وقيامه يعد معجزة، معتبرة أنه ليس واضحا بعد ما إذا كان سيخطو فرنجية في اتجاههما أو أن رسالة الرفض المسبقة وصلت.

وترى أن رئيس المردة يرصد ردات الفعل على موقفه وموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بدأ يتفاعل لاسيما قوله إن المشكلة في الملف الرئاسي هي بسبب الموارنة المختلفين والسلة الكاملة في التسوية، وانطلاقا من ذلك يقرر خطوته المقبلة وما إذا كان المجال متاحا أمام فتح قنوات تواصل عبره شخصيا أو عبر موفدين من قبله.

 

زيارة عبد اللهيان لا تعتبر مفصلية في ملف الاستحقاق الرئاسي

 

أما زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان إلى بيروت فلا تعتبرها الأوساط مفصلية في ملف الإستحقاق الرئاسي.

لا يزال الاستحقاق الرئاسي عالقا في المكان نفسه وحراكه يستدعي صولات وجولات ورغبة داخلية في انجازه، وهذا لم يتظهَّر بعد ولن يتم في القريب العاجل.