تلقيت بالصوت والصورة المداخلة المهمة جداً التي ألقاها النائب الفرنسي العضو في البرلمان الأوروبي السيد تياري مارياني الذي كان دقيقاً في توصيف صعوبة وخطورة ما يعانيه لبنان واللبنانيون جراء النزوح السوري الكبير (هو يسمي النازحين باللاجئين)، وقد تميز كلامه بالكثير من الموضوعية والصراحة والصدقية.
قال مسيو مارياني: كنت الأسبوع الماضي في لبنان ضمن بعثة نيابية فرنسية. إن الأحزاب اللبنانية كلها، والطوائف كلها التي التقيناها حمّلتنا الرسالة الواحدة ذاتها، سواء أكانوا من الشيعة أو السنّة أو المسيحيين.
وقال: اليوم نحو مليونين من اللاجئين السوريين يتواجدون في بلد عدد سكانه ستة ملايين نسمة هذا حِملٌ أثقل من الطاقة اللبنانية على احتماله. تصوروا أن نستقبل في فرنسا 22 مليون لاجئ. اليوم في لبنان المدارس تضيق، والمستشفيات عاجزة، وهذا كله يفاقم الشرر الناجم عن الأزمة الاقتصادية.
أضاف متحدثاً أمام النواب: يتوجب الحراك سريعاً وبموجب خريطة طريق سهلة جداً: اذ تكفي الموافقة على عودة اللاجئين السوريين الى بلدهم.
وقالها مدوّيةً: يرفض الاتحاد الأوروبي والغرب عموماً الاعتراف بالفشل في سوريا الى درجة أن بلداً يحمل، على أرضه، عبء ما يوازي ثلث مواطنيه، خصوصاً أنه لا يملك الوسيلة ولا القدرة.
وتوجه النائب تياري مارياني الى الحضور، رئيسةً وأعضاءً مخاطباً إياهم بقوله: سيدتي الرئيسة، زملائي الأعزاء، بعد بضعة أشهر قد يصير الوقت متأخراً جداً، فلا مدارس ولا مستشفيات في بلدٍ نحن نعمل على ذبحه. يكفي، في كل بساطة، أن نطالب بحزم، المنظمات غير الحكومية ان ترافق اللاجئين (بالعودة من لبنان) الى سوريا، وهذا من أجلهم ومن أجل إنقاذ لبنان.
تلك كانت الصرخة، الفرنسية – الأوروبية، وبالصوت العالي، في وجه التواطؤ الغربي الأوروبي والأميركي، والمنظمات الدولية المنافقة، وفي تقديرنا أن هكذا صرخةً بجب أن توجَّه أيضاً، وبالصوت الأعلى، الى مسؤولين لبنانيين جبناء.