Site icon IMLebanon

“ذبح” لبنان بـ”قطنة” النزوح… إلى “عامية”  رافضة!!

 

لبنان على طريق فقدان هويته الوطنية، ولن يكون في الإمكان وقف هذه الكارثة لأنّ العوامل التي تدفع إلى الواقع الخطير الذي يسير حثيث الخطى نحو خواتيم درامية، قد تكون أكبر من قدرته على احتوائها ومواجهتها.

إنّ هوية لبنان تتهاوى أمام دفق النازحين السوريين الذي يرغمنا الغرب، ليس على القبول بهم فحسب، بل على دمجهم في مجتمعنا المحلي دمجاً كاملاً، وهذا يعني إسقاط صفة النازحين عنهم، تمهيداً لتوطينهم، على رغم من إرادة اللبنانيين من كل الطوائف وفي كل المناطق. ولعل اكثر من يظلم لبنان ويُرغمه على تجرّع كأس العلقم مصحوبا بكل انواع الضغط والتهديد، وأقسى الاتهامات بالعنصرية والشوفينية ومعاداة حقوق الإنسان، هو الاتحاد الاوروبي، وعدم معارضة الولايات المتحدة الاميركية لهذا التوجه إرضاء للاتحاد. على أن الهيئات والمنظمات الأممية العاملة على ملف النازحين ومتابعته أضحَت «خاتم شبيك» في بنصر من يريد للبنان أن يرضخ لتوجهات بعض الدول الاوروبية التي تدّعي صداقتها التاريخية له.

 

ماذا يعني بقاء النازحين السوريين في لبنان، على رغم من انتهاء الحرب في بلادهم، سوى تيئيس اللبنانيين، وتكثيف نسبة الهجرة، وإفراغ وطن الارز من طاقاته الشابة ومهاراته، وتغيير طبيعته الديموغرافية، ونزع طابع التعددية عنه، فلا يعود توصيفه كبلد حوار دائم بين الحضارات والاديان، والوطن النموذجي الذي يحتوي على غنى الانسانية النوعي، توصيفا واقعيا وصحيحا.

 

وأقولها بكل وضوح ومن دون خشية أن المسيحيين هم الضحية الأولى لهذا المخطط الجهنمي الذي حاكَته وتحوكه أنامل الغرب، ويليهم المسلمون اللبنانيون الذين يعانون من وطأة النزوح قدر اخوتهم في المواطنة، وانّ نسبة المهاجرين من أبنائهم إلى ارتفاع غير مسبوق. جميع اللبنانيين في هَم النزوح واحد.

 

العالم يتفرّج ويدعونا إلى الانتحار الذاتي تحت «شعار حقوق الانسان»، وكأنّ هناك قرارا بإعدام لبنان التعددي، والنفاد منه إلى خطة أشد هولاً، وهي إفراغ الشرق من مسيحييه، وربما سائر مكوناته التاريخية التي تسمّى «أقليات»، وهو مُسمّى لا يتجانس مع الحقيقة، كون هذه المكونات هي في صلب النسيج المشرقي، ودورها هو أكبر بكثير من حجمها العددي الذي ضمر بفِعل النكبات المتتالية التي حلّت بها عبر التاريخ.

 

إنّ ما يتعرّض له اللبنانيون اليوم، ولا سيما منهم المسيحيين، هو أشد هولاً من عرض الموفد الرئاسي الأميركي دين براون في العام 1976 على الرئيس السابق سليمان فرنجية وأركان «الجبهة اللبنانية»، بفتح باب الهجرة أمام من يرغب من أبناء المناطق الشرقية تلافياً لتداعيات حسم عسكري محتمل، بديلاً من حل يُنهي الحرب.

 

لكن ما يحصل اليوم هو «ذبح بالقطنة» يقوم به المجتمع الدولي، خصوصاً الاتحاد الاوروبي، على «عينك يا تاجر».

 

كل ذلك فيما اللبنانيون يعمهون في خلافاتهم، يتلهّون بأحقادهم، ينقادون إلى «ثرثرات» سياسييهم، من دون أن يَعوا حقيقة ما آلت اليه أوضاعهم. «بالروح، بالدم، نفديك…» ولكن عندما تزفّ ساعة الواجب الوطني الجامع تتفرّق صفوفهم وتتبدد.

إلام ننتظر وسيف النزوح يسنّ لنحر لبنان والرسالة التي يمثّل؟ إلام مواصلة الكباش حول عنقه؟ ألا يشكل هذا الموضوع سبباً كافياً لتلاقي اللبنانيين لدفع أخطاره وتداعياته؟ ألا يستأهل موضوع اقتلاعنا من أرضنا وتغيير ديموغرافيتنا، توحيد صفوفنا، وإطلاق «عامية» تثبيت وجودنا على أرضنا بحفظ هويتها. أرض لبنان بـ»تحكي لبناني». هكذا كانت وهكذا ستبقى.