منذ العام 2012 وأنا أكتب مقالات متتالية حول تعبير «النازحين السوريين»، وفي كل مرّة أجهدُ في إرسال نُسخ منها إلى مجموعة كبيرة من الوزراء والنواب وقيادات الأحزاب ورجال الإعلام لعلَّ وعسى!
يستعمل السياسيون ووسائل الإعلام تعبير «نازحين» لتعريف السوريين الذين انتقلوا إلى لبنان بسبب الأحداث في سوريا، وهذا يحدث إما بسبب عدم الاطّلاع على التعريف الصحيح للمصطلح، أو لأسباب مقصودة ومآرب خفية.
يُعرَف النزوح Displacement بأنه حركة الفرد أو المجموعة من مكان إلى آخر داخل حدود الدولة، وكذلك يُعرَف النازحون بأنهم «الأشخاص الذين أجبروا على هجر ديارهم أو أماكن إقامتهم المعتادة فجأة أو على غير انتظار بسبب صراع مسلح أو نزاع داخلي أو انتهاكات منتظمة لحقوق الإنسان أو كوارث طبيعية أو من صنع الإنسان وهم لم يعبروا حدود أية دولة معترف بها دولياً».
يعرّف اللاجئ Refugee حسب ما جاء في قانون تنظيم اللجوء رقم 45 لسنة 1974 (قوانين معتمدية اللاجئين)، تشمل كل شخص يترك القطر الذي ينتمي إليه بجنسيته، خوفاً من الاضطهاد أو الخطر بسبب العنصر أو الدين أو عضوية جماعة اجتماعية أو سياسية، أو خوفاً من العمليات الحربية أو الاعتداء الخارجي أو الاحتلال أو السيطرة الأجنبية أو الاضطرابات الداخلية، ولا يستطيع أو لا يرغب أحداً بسبب ذلك الخوف من الرجوع إلى قطره، أو كان لا جنسية له ولكنه ترك القطر الذي يقيم فيه عادةً بسبب تلك الأحداث ولا يستطيع أو يرغب بسبب الخوف في العودة إليه. ويشمل مصطلح (لاجئ) أيضاً الأطفال الذين لا يصحبهم كبار أو الذين هم أيتام حرب أو الذين اختفى أولياء أمورهم ويوجدون خارج الأقطار التي ينتمون إليها.
نلاحظ أن اللجوء يكون بعبور حدود دولة الموطن الأصلي إلى دولة أخرى، أما النزوح فهو داخل الدولة الواحدة (كما حصل إبّان العدوان الإسرائيلي في عام 2006). ويتفق النزوح مع اللجوء في أن الهجرة في الحالتين إجبارية، قسرية، وغير اختيارية.
إن اللجوء والنزوح رغم أنهما كليهما من العناصر التي تقع ضمن عملية الحراك السكاني إلّا أنهما يختلفان فيما بينهما في الحقوق والواجبات، فالنازحون لا يكتسبون وصفاً قانونياً يوفر لهم الحماية لكونهم نازحين، وذلك لعدم وجود قانون دولي يُعرّف النازحين ويُحدد حقوقهم يُعادل أهمية اتفاقية جنيف لسنة 1951 التي تحمي اللاجئين.
وجدير بالذكر أن لبنان لم يوقّع على اتفاقية حقوق اللاجئين، ولذلك لا يحظى معظم اللاجئين المقيمين على أراضيه إلّا بحماية محدودة وبفرص متفاوتة للحصول على الخدمات الأساسية.
«يا إمِّة الله… افهموا بقى»، السوريون لاجئون وليسوا نازحين! (بالإذن من أبو سليم الطبل).