تشير المعلومات المتأتية من أكثر من جهة سياسية، أن موضوع النازحين السوريين، والذي يشكل قنبلة ديموغرافية موقوتة ومنطلقاً لتوسيع رقعة الانقسامات في البلد، تحوّل إلى قاعدة إهتمام دولية واقليمية بالدرجة الأولى وهذا ما يجب معرفته من المسؤولين اللبنانيين.
اذ تكشف مصادر ديبلوماسية لموقع اللواء أن السفير الروسي السابق في لبنان أوليك زابسكين الذي تولى هذا الملف وكان يقضي آنذاك بالتنسيق مع القيادة السورية من أجل إقامة مخيمات للنازحين بعد الحدود اللبنانية أي ما بعد منطقة جديدة يابوس وأن تكون هذه المخيمات بمثابة بيوت جاهزة ومجهزة بكل المستلزمات، الا أن هذا المشروع لم يحظ بالنجاح في ظل الخلاف الأميركي – الروسي.
وهذه المسألة لا زالت قائمة الى اليوم بينما وخلال زيارة وفد نيابي لبناني منذ أسبوعين الى بروكسل، سأل أحد النواب مسؤول أوروبي وأحد المعنيين بمفوضية اللاجئين السوريين : متى سيعود النازحين السوريين المقيمين في لبنان الى ديارهم؟ ويجب أن تساعدونا في هذه المسألة. فكان الردّ الشخصية الأوروبية : “نحن نساعدهم في شتى الوسائل المالية والصحية والتربوية ويجب أن يبقوا في لبنان حتى تحين فرصة عودتهم”. ما يعني أن المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي متمسكين ببقائهم في لبنان كي لا يذهبوا الى أوروبا، في حين أن الخلاف الأميركي – الروسي حول الحرب في أوكرانيا ينسحب على الموضوع السوري وتحديداً ما يختص باللاجئين”.
لذلك ان ما يحصل في البلد حول هذا الموضوع انما هو تصفية حسابات وشعبوية ومزايدات وخلافات وسوى ذلك، لأن الأمور أعمق وأهم من ذلك بكثير، فالعودة تأتي عبر توافق دولي واقليمي وحتى الآن لم تنضج الحلول المرتقبة لهذه القضية.