IMLebanon

بالأكثرية الساحقة: «إهانة للبنان ولمستقبله»

 

 

كم أصاب النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي تيري مارياني في تعليقه على التصويت «بالأكثرية الساحقة» على قرار «دعم إبقاء» اللاجئين السوريين في لبنان، كما قال، أمس، واصفاً هذا القرار بأنه «إهانة الى اللبنانيين ومستقبلهم».

 

إنه ليس فقط زمن الأزمات والانهيار والفقر والجوع وحسب، اذ هو كذلك زمن الذل والعار، وأيضاً زمن الخصيان في المسؤولية.

 

فهل فوجئ هؤلاء المسؤولون بالتصويت وبنتيجته؟!. أوليس أن آخر مواطن في آخر قرية ودسكرة ومزرعة من لبنان كان يتوقع هكذا قراراً؟!.

 

ماذا فعل المجلس النيابي، ومجلس الوزراء ووزارة الخارجية لتداركه؟

 

نحن نعرف أن القرار كبير، ووراءه الولايات المتحدة وأوروبا التي يتحفنا اتحادها وعواصمها، يومياً تقريباً، بالنظريات الكاذبة والإدعاءات المنافقة (المكشوفة) حول حقوق الإنسان وكأن هذا النفاق لا يجوز إلّا على حساب هذا الوطن المنكوب بحكامه وسياسييه.

 

ويتحفنا بعض المنافقين في الداخل بالكلام على أننا نلجأ الى نظرية المؤامرة رداً على ما نتحدث به ويقوله الكثيرون عن استهداف هذا الوطن الصغير المعذب. فليصمت هؤلاء الدجّالون اذ ليست فقط نظرية المؤامرة، إنها المؤامرة في حد ذاتها. ولكن ما يساعدها على بلوغ غاياتها وأهدافها المجرمة هو افتقاد لبنان الى الرجال الرجال!

 

ونود أن نسأل هؤلاء الأشاوس جميعاً: هل استدعوا القائم بأعمال المفوضية الأوروبية في بيروت وأبلغوا إليه استنكاراً شديد اللهجة ضد هذا العدوان الموصوف على لبنان؟

 

هل بذلوا، قبل القرار المسيء جداً، أي مسعى لدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أنّبهم وبهدلهم (بالمعنى المباشر للكلمة) ذات اجتماع في «قصر الصنوبر»؟ ماكرون إيّاه الذي أوفد، أمس بالذات، مبعوثه الخاص للبنان جان – إيف لو دريان الى المملكة العربية السعودية حيث اجتمع في ديوان وزارة الخارجية، في الرياض، مع المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار العلولا، التي أعلنت رسمياً أن الرجلين بحثا «في آخر تطورات الملف اللبناني»، وهي من المرّات النادرة التي تكشف فيها المملكة عن طبيعة ومضمون هكذا محادثات… فلماذا لم يسعَ المسؤولون اللبنانيون الى التماس موقف سعودي، شبه وسيط، مع فرنسا، ليس فقط لتدعم لبنان في مسألة النازحين، إنما كذلك لتستحصل على دعم أوروبي أقلّه للتخفيف من عبء النازحين الذي يرخي بثقله الكبير على عاتقٍ لبناني مثقل أصلاً، ولم يعد قادراً على حمل وتحمل المزيد؟!.

 

ثم، هل يطلعنا المسؤولون اللبنانيون على النشاط الدؤوب، ما شاء الله، الذي أدّوه لتدارك مثل هذا القرار المجحف بحق لبنان؟

 

إن هؤلاء الذين نُكبنا بهم في هذا الزمن الرديء هم الذين يستحقون الإهانة، وليس الشعب اللبناني الذي كُتِب عليه، ونحن منه، أن يعيش تحت هكذا جيل قيادي هجين في السلطة وخارجها.

 

فعلاً إنه زمن التردد والرداءة والرِدّة.