IMLebanon

أطلبوا من الأسد

 

 

لم تلقَ مساعي السيد رئيس الجمهورية اللبنانية “مع المنظمات الدولية والأمم المتحدة والوفود الدولية التي تزور لبنان لتسهيل عودة السوريين أي تجاوب”. وهذا الأمر ليس بجديد. منذ بداية العهد والرئيس ينقّ ويُطالب ويلفت إلى أن المساعدات الدولية من أسباب بقاء النازحين السوريين في بلادنا، بالإضافة إلى مناخنا المعتدل وسوق العمل والـ “نايت لايف” التي بها نمتاز.

 

“طلبتُ أن تُعطى المساعدات للسوريين في بلادهم وأنا كفيل أنهم سيعودون في خلال 48 ساعة” قال السيد الرئيس في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. تجاهل كامل وآذان صماء جعلت الرئيس عون يشكّ “بوجود نوايا سيئة تجاه لبنان”. من حق الرئيس أن يشكّ بالمجتمع الدولي ومن حق مواطنيه سؤاله: لماذا لم يهاتف بعد رئيس النظام السوري الشقيق ويطلب منه كأخ أكبر “إستعادة شعبه” ليس أكثر؟ ليستعِدْ الأسد على الأقل من بايعوه وانتخبوه في أيار الفائت بنسبة 95،1%. هؤلاء الناخبون وعوائلهم يحبونه كثيراً وغير متآمرين. وغني عن الذكر، أن العلاقة بين الرئيسين اللبناني والسوري، منذ العام 2008، أطيب من طيبة، وعبّدت طريق الشام أمام وفود “التيار”. زيارات في السر وزيارات في العلن، لم تتمخض عن شيء. المشكلة أن طبع بيار رفول، مرسال التيار الأول يتسم بالخجل. لم يفاتح الإخوان مرة بمسألة المليون ونصف المليون نازح سوري في لبنان ومئات المفقودين اللبنانيين في منتجعات وأقبية. كلما التقى علي المملوك، أو ما يعادله في السوق الموازية، تحمرّ وجنتاه.

 

سليمان بك فرنجيه، الـ “بست فراند” للأسد، وعطوفة المير طلال إرسلان حليف فخامة الرئيس بوتين الأول في المنطقة، ورئيس حركة التوحيد العربي (اللبناني سابقاً) وئام وهاب حبيب قلب الأسد، ومثلهم نواب وقادة رايحين جايين على قصر المهاجرين. ألم يطرح أي منهم في حضرة “أبي حافظ” مسألة الكثافة السكانية السورية في لبنان وارتفاع معدلات الولادات ولو على سبيل المجاملة الأسريّة؟

 

“حزبُ الله” الذي يملك أفضل العلاقات مع النظام السوري، كيف ينظر إلى تخلي الرئيس الأسد عن نصف شعبه المشتت بين تركيا ولبنان والأردن بشكل رئيس؟ ألا يشعر “الحزب” أن النازحين السوريين هنا قنبلة موقوتة؟ من يهون عليه فتح حرب أيصعب عليه الإسهام في إقفال ملف إنساني؟

 

ماذا فعل الوزراء اللبنانيون المعنيون بملف النازحين مع الجانب السوري، خصوصاً بعد انتصار النظام البعثي المزدوج على المعارضة السلمية وعلى الإرهاب المسلّح؟

 

لماذا لا يستأنف الأمن العام اللبناني تسيير قوافل العودة الطوعية إلى سوريا وتزخيمها، بعد توقفها القسري بسبب جائحة كورونا مكتفياً بالتسهيلات الحدودية وتسوية أوضاع الراغبين بالعودة النهائية إلى ديارهم؟ وهذا أمر محمود لكن رغبة الإخوان بالبقاء في لبنان أقوى من حوافز الرجوع إلى أحضان الأسد.