IMLebanon

هل حان موسم السقوط؟

 

يظهر النظام السوري حتّى الآن بصورة الرجل المريض الذي يكابر وينكر ما يتكبّده من خسائر ونفوذ، خصوصاً بعد ابتعاد حليفه الروسي عنه بشكل مباشر فضلاً عن دخول المعارضة ( هيئة تحرير الشام/ قسد/ الجيش السوري الحرّ) معادلة الاشتباك الصوري في حلب وإدلب والتقدم الكاسح للفصائل الاسلاميّة (النصرة تحديداً) إلى حماة وحمص، والحقّ أن مصير النظام بات على المحك رغم ضبابيّة الصورة وترجيح بقائه في الساحل ودمشق بعيداً من نفوذ إيران وفصائلها، فهل نحن أمام عودة قويّة للنظام السوري الذي يحمل رئيسه بشار الأسد سرديّة انهيار واشنطن منذ عام 2000؟ هل سينفع الاستنجاد بالعرب؟ وهل تصريح الحكومة البريطانيّة عن تصعيد النظام هو تمهيد للتخلص منه؟

 

يبحث بشّار الأسد اليوم عن دعم عربي يثبت أنه خارج أي تسوية ولم يعد يؤثر أو يحضر أو يشهد على طبخة من الطبخات الدوليّة والإقليميّة.

 

خسر الأسد منذ رفضه التطبيع مع أردوغان قدرته على استخدام التيارات المتأسلمة والإسلاميّة (النصرة/داعش/جند الشام/ القاعدة …)لتثبيت مداميك نظامه العسكريّ والأمني، وهي ورقة ثمينة ورثها من والده حافظ الأسد الذي استخدمها لإرهاق واشنطن خلال حرب الخليج الأولى واستخدمها الأسد الابن عام 2003 لتهديد واشنطن بعد محادثة بينه وبين كولن باول حول مصير حماس في دمشق.

 

ينسحب الروس بشكل تكتيكي ومدروس لصالح الفصائل المعارضة المسلحة والمختلفة التوجهات وهو رد فعل سياسي كون الأسد لم ينصع إلى تركيا، وتنازل سياسي من موسكو تجاه إدارة ترامب تحضيراً لصفقة لا نعرف خباياها.

 

يدرك بشار الأسد أن دمشق ستكون علبته وملجأه المحاصر فيه، فتقدم المعارضة نحو حماة وريف حمص بشكل ديناميكي ومرن دون مقاومة من الجيش السوري يعطي منحًى دراماتيكياً لنظام لم يعد سوى وديعة روسية تراهن عليها موسكو حين تريد الاحتفاظ بأوراقها الكبرى( قاعدة حميميم/طرطوس إلخ).

 

سقوط النظام السوري أو عدمه لم يعد مهمّاً، فإسرائيل لا مصلحة لها بإطاحة رجل لا يساومها حول الجولان، واعتمد الحياد العسكري شبه التام منذ 7 أكتوبر.

 

إمبراطورية الأسد المتفككة ستشهد كيًّا في جناحها الإيرانيّ على أن يبقى مصيرها ككلّ رهن الأيّام والأحداث المتسارعة.

 

يستفيد بشار الأسد من الدعاية السياسية الممنهجة التي اعتمدها عام 2011 ليغطي على خسائره متخطياً ومتناسياً فكرة أن التسوية قد بدأت بالنضوج دوليّاً وأن سوريا الأمس لن تكون خالدة وما عودة تكسير تماثيل باسل وحافظ الأسد في حلب إلا نقطة في بحر الأدلة.

 

 

فهل الثورة تأخذ شكلًا أوضح في الأيام المقبلة؟ أم سيكون الأسد أمام خيار دموي آخر لينقذ ما تبقى له من أنفاس في قصر المهاجرين.