IMLebanon

ميدانياً في قلب “الشام”… فرح وفلول نظام و”سيلفي” مع “الحرّ”

 

“كلمة السرّ” عند المصنع و”يلعن روحك يا حافظ” في دمشق

 

 

…وذهبتُ إلى الشام بعد أن أقسمت ألا أعود إليها إلا… وحصل ما حصل. و”إلا” حرف استثناء يكسر القاعدة التي نعتبرها أبدية سرمدية. ذهبتُ بأدرينالين عالٍ وعدتُ بيقين: أن يوم العدل على الظالم أشدّ من يوم الجور على المظلوم. لأول مرّة تنشقت ياسمين الشام وقلت: خيْ. سوريا “يا عالم يا هو” تتبدل. فلنتركها تعيش اللحظة بعد كبتٍ وظلمٍ وجلدٍ ومخابرات وقصاصٍ وسجنٍ وقتلٍ. ماذا قد يحصل غداً أو بعد غدٍ أو بعد شهر وسنة وسنتين؟ الكلام سيكون كثيراً والتحليلات “الخنفشارية” ستتبع أهواء من ليس له مهنة. سوريا لم تعد سوريا الأسد وهذا اليوم – أقله اليوم – يكفي. فلنتلقّف ميدانياً الحدث من الحدود – عند المصنع – إلى أقصى حدود الفرح السوري في قلب الشام، راسمين الصورة الميدانية الدمشقية:

 

 

مع ساعات الفجر الأولى وصلنا إلى مركز المصنع الحدودي. هنا المديرية العامة للأمن العام. هدوء ولكلّ سؤال جواب. نسأل الضابط المبتسم: ماذا عن ما بعد بعد المصنع؟ يجيبنا: “ما في حدود سورية… فالتة والربّ راعيها”. نختم ورقة الخروج. نعبر الجمارك اللبنانية. يسألون عن دفتر السيارة وما إذا كنا أجرينا تأميناً إلزامياً للعبور. ثمن التأمين ثلاثة ملايين و700 ألف ليرة. لكن، من يضمن أن يعترفوا في الداخل السوري- في زمن التحولات فيه في كلِ القطاعات، بالتأمين هذا؟ هزّ العنصر رأسه موافقاً واكتفى بقطع “فيشة” مجانية. وأخذ رقم مركبتنا “لربما أصابنا شيء”. أعطانا اسمه ورقم هاتفه وتمنى علينا مراجعته إذا احتجنا إلى شيء. ثمة عناصر “بترفع الراس”.

 

 

وعبرنا. المنطقة المشتركة طويلة. مركبات عليها لوحات: درعا، حلب، السويداء، دمشق، ريف دمشق، حمص، حماه… وها هو أول ترحيب: سورية ترحّب بكم. الأعلام السورية ممزقة. عبارة: “منحبك يا أسد” استبدلت بعبارة: “يلعن روحك يا أسد”. انتبه حاجز تفتيش. لا أحد على الحاجز. ترحيب آخر على آرمة مخلوعة: “سوريا الأسد ترحب بكم”. هنا السوق الحرّة. كراتين كثيرة مشلوحة على الميلين. نعبر جنب مركز جديدة يابوس الحدودي. “لا إحم ولا دستور”. نتابع. أوّل حاجز للجيش الحرّ طلّ. نقترب. تدق قلوبنا خوفاً. عناصر بالبزة العسكرية وبأيديهم رشاشات وسؤال: من وين؟ من بيروت. أجبناهم. وردهم: “أهلاً وسهلاً. شرفتم. الحمدالله على السلامة”. تنفسنا الصعداء ومشينا.

 

سيارات عسكرية مشلوحة على الميلين. غادرها عناصر “جيش الأسد” وتركوا الأبواب مفتوحة وهرولوا إلى التلال… دبابات محروقة. جيبات مشقلبة رأساً على عقب. وصور بشار مقلوعة العينين أو ممزقة أو محروقة. نمرّ جنب “الغرفة الرابعة- درع الوطن”. الثكنة مقفرة. لا رابعة ولا ثانية ولا أولى. دمشق- المدينة- ما زالت تبعد أربعين كيلومتراً. هنا بحيرة “زرزور”. ومن هناك نعبر إلى الزبداني وبلودان. ومن هنالك نتوجه إلى دمشق والقنيطرة. كل الإتجاهات متاحة في سوريا “بلا بشار”.

 

صورة لحافظ الأسد وضعها مجلس بلدية الديماس ما زالت موجودة. يا الله كم استرسل هذا النظام في تعليق الصور وهو يمارس التنكيل والظلم والبطش في حقّ شعبه وشعبنا. صور ممزقة هنا وهناك وصور “لا معلقة ولا مطلقة”. الأسد، من الأب إلى الإبن، كانا مصابَين باضطراب الشخصية التمثيلي الذي يرغب المريض به في جذب الانتباه بسلوكيات مضطربة وكثير كثير من الصور.

 

استراحات على طول الطريق ليس فيها إلا مراطبين كبيس. على اليمين آرمة تشير إلى الطريق نحو دير العشائر وميسلون ودُمّر. نتذكر أغنية فيروز: “عند الحدود وفي ميسلون لنا ذكريات”. ميسلون الآن للشعب السوري فقط. يطلّ أمامنا تحذير: ممرّ عسكري، نعبر الممرّ فلا نجد إلا دبابة للنظام محروقة وصور بشار ممزقة تتناثر مع الهواء. الطقس جميل والجوّ بديع. رشقات رصاص عند مفرق الصبورة تصدح. نتابع طريقنا.

 

صورة مرتفعة لم يصل إليها الثوار بعد تضم بشار المخلوع والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الصور أكثر من البشر. وها نحن نقترب أكثر من الشام. وها هي عبارة “قائدنا إلى الأبد” مجردة من معناها إلى جانب دبابات محترقة. متاريس رملية تركها من اختبأوا خلفها وهربوا. نسأل عن الطريق التي تقودنا إلى ساحة الأمويين. يشير إلينا أحدهم بالإتجاه “معاكس” (عكس السير) نحو الساحة. المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني هنا. هنا يُدربون على قول: الأسد قائدنا إلى الأبد. أحمد حسن غزالي خرج للتوّ من “مشفى الأسد الجامعي”. يخبرنا: “عملتُ ذات يوم في هذا المستشفى قبل أن أسجن طوال 12 عاماً. هو من درعا. والبارحة قرر زيارة رفاقه في المستشفى لكنه رآهم خائفين من التكلم بصوت عالٍ “ما زالوا خائفين من المخابرات. قلت لهم تحررنا فهزوا رؤوسهم”. الخوف ما زال يغلب عند كثيرين بعد أن صفّى النظام عدداً من رفاقهم الممرضين والإداريين وبينهم بهنام مروان غزالي. ويقول أحمد “نصف العاملين في هذا المشفى علويون”. ماذا عن المرحلة الجديدة؟ كيف يصفها؟ يجيب: “إنها أمان… وبعد الأمان نتكلم عن الخبز… نعلم أننا سنواجه صعوبات لكن الأصعب انتهى وسنستمر”.

 

رشقات رصاص تُسمع من جديد. نتابع مسارنا. هنا القضاء العسكري. بابه مغلق وأمامه عناصر من الجيش الحرّ. نسأل رجلاً وزوجته عن المسلك الصحيح نحو ساحة الأمويين فيطلبان منا الصعود معنا. يصعدان ويرويان: “الآن نشعر حقاً بالأمان لكن إسرائيل لم تدعنا ننام طوال الليل. مسيّرات في السماء. وتدمير كل الطيران الحربي و… لا نعرف الدرب أين سيأخذنا”. سيارات تعبر محملة بالمسلحين وهتاف من مشاة: “الله يلعن روحك يا حافظ”. كم انتفض حافظ في قبره في اليومين الماضيين.

 

نركن مركبتنا أمام مبنى وزارة العدل. وزارة الداخلية بالقرب منها. وأمام المبنيين عناصر من الجيش الحرّ. نقترب من مدخل وزارة العدل. صور بشار وحافظ مشلوحة على الأدراج والعابر يطأ بقدميه عليها ويمضي. نسأل العنصر المسلح عن الحال والأحوال فيجيبنا: “عاد الحقّ إلى أصحابه”. سألناه عن السلاح في أيديهم فأجاب: أم سكستين روسية. ويتابع: أنتم في مدينة الأمان فإذا تعرّض أحد لكم أخبرونا”. محاميان يحاولان الدخول فيقول لهم العنصر: “هل معكما أذونات؟”. يتنحيان جانباً متذمرّين. نقترب منهما فيقول أحدهما بشذر: “إذهبوا إليهم- مشيراً إلى العنصر- وابتعدوا عنا”. يشعر العنصر بغضبهما فيقترب مبتسماً لنا قائلاً: “هل يزعجكم أحد؟”. أصوات فرح وأغنيات تجذبنا فنتوجه إلى باص يضم نحو عشرة أشخاص بين أطفال ورجال وامرأة مسنة يتناولون القشطلية ويغنون: “ما في للأبد عاشت سوريا وسقط الأسد”. هي أغنية يؤديها إبراهيم قاشوش وهو شاب من حلب. نتناول الحلويات معهم ونحن نصغي إلى معاناة عاشوها وفرج يتوقعونه: “نحن من إدلب وهذه المرأة- أمّنا- سجنها النظام”. تحاول المرأة المسنة أن تشيح بنظرها عنا وإخفاء وجهها داعية أولادها إلى السكوت فلربما نحن مخابرات. نستجيب لخوفها ونبتعد.

 

المحكمة العسكرية بالقرب من المكان. عناصر الجيش الحرّ عند المدخل وصور بشار وحافظ مشلوحة من المدخل الرئيسي إلى الأدراج إلى البوابة الداخلية. يدعس الداخلون عليها ويعبرون. العمل لم يبدأ رسمياً بعد والمحامون ينجزون بعض التفاصيل في الخارج. يقترب منا شاب يسألنا: أنتم من لبنان من بيروت، من قريطم أو ساقية الجنزير أو الكولا؟ نجيبه ممازحين: من الضاحية. يردّ بعد أن “تجمهر” حولنا كثيرون. “الله يلعن (…) في قبره. ويلعن روح حافظ. وضعوني في السجن خمسة عشر يوماً بحجة مخالفة جمركية”. نسأل الشباب: كيف سقطت سوريا بين ليلة وضحاها؟ يجيبون بالإجماع: “هو أمرٌ قد يكون اتفق عليه، وأحرار الشام طلبوا من الحكومة الخروج من المدن حقناً للدماء وهذا ما حدث. عشنا عقوداً مذعورين مرعوبين. محافظ دمشق طارق كريشاني كان يستولي على ما في حوزتنا ويبيعه في المزاد العلني. والنظام كان يجعلنا ننام على خوف ونستيقظ على خوف، ولا نعرف حالنا إذا كنا أحياء أو أموات ونعيش من الحيط للحيط ويا رب السترة”. هناك أشخاص يخافون بعد من التعبير لكن الأكثرية بدأت تعبّر علناً بعد أن كانت “النظرة بجلدة”.

 

أحد المارة يدعونا إلى الدخول إلى شارع الحميدية حيث تجرى احتفالات. ندخل. إدارة الأمن الذاتي عند المدخل. أحد الرجال اقترب منا حين رأى كاميرا قائلاً بغضب: “ماذا فعل الشهيد رفيق الحريري ليقتله الكافر المجرم مع أعوانه في لبنان. كان شريفاً. صرمايتو بحافظ الأسد وبشار”. سيارات مغطاة بالوحل تمرّ فيها عناصر من أحرار الشام. وعبارة رفعت: “الحياة أحلى بلا حافظ وبشار المجرمين”. محلات مقفلة ومحلات فتحت البارحة. وكلما اجتمع اثنان كان الأسد ثالثهما والعبارة المتكررة: “رح يبقى البلد، بجميع طوائفه، بلا بيت الأسد”. لكن، هناك كلام عن تطرف متوقع؟ يجيب أحدهم: “نحن، نريد الحرية ولا شيء غير الحرية. ودعوهم يقولون ما يقولون”.

 

كثيرون يتمشون ملتحفين بعلم “الحرّ”. باعة عرانيس الذرة يتوزعون في الأرجاء والصورة “بعشر ليرات”. يقولها أحدهم تهكماً مضيفاً “ولى زمن الإبتزاز”. أحد الملتحفين بعلم سوريا الجديد يعرّف عن نفسه “أنا لبناني من قبّ الياس. جئت إلى هنا وسأعيش هنا طوال العمر بعد هروب الطاغية”.

 

 

صيارفة على مدّ العين بعد أن كانت العملة الأجنبية من المحرمات. وكلّ واحد يضع سعراً على ذوقه ريثما يعود العمل إلى مصرف سوريا المركزي. سوق نصري يرحب بالمارة. ومحل بوظة بكداش الشهير وضع كثيراً من عبارات الترحيب بالثوار: “أهلاً وسهلاً بثوار سورية الحرّة”. والشغل “عال العال”. وعناصر أحرار سورية ببزاتهم وأسلحتهم يقفون بالصف لتناول أكواب البوظة ويلتقطون “السلفي” مع الجمهور. يقترب أحدهم منا مردداً: الله يحرس لبنان وسورية”.

 

كلّ شيء يسير بشكلٍ جيد جداً “اللهمّ ما يصير خربطات ويدخل عابثون”. يتمنى أحد الرجال هذا وهو يلتهم آخر ملعقة من كوب بوظة بكداش. نسأله: أليس السلاح بهذا الشكل بين أيدي الشباب خطيراً؟ يجيب “هي مرحلة وستمرّ. دعوهم يفرحون. دعونا نفرح بنهاية الطاغية والطغيان”. حلقات الرقص لا تنتهي. والأغنية المتكررة: جنة جنة جنة، جنة يا وطنّا. يا وطن يا حبيب، يا أبو تراب الطيّب..”. يعبر أحدهم في الجوار قائلاً: “نعيش معجزة في زمن اعتقدنا فيه أن المعجزات قد ولّت”. معجزة أن نكون في قلب الشام ولا أسد بسين – يحكمنا. فقط أحرار”. حلقة رقص أخرى على وقع هتاف: “إنتا سوري حرّ إرفع راسك فوق”. حلقة أخرى يحرق المتحلقون فيها صور حافظ وبشار ونصرالله ويهتفون: تكبير. نتجه نحو الجامع الأموي. زحمة كبيرة. وكثير من الشحاذين الأتراك. هناك أتراك كثيرون في سوق الحميدية.

 

 

آه كم يشعر السوريون بالقهر؟ آه لو أدرك بشار فاتورة الظلم والبطش الذي شعر به السوريون واللبنانيون وآهات المعتقلين والمعذبين؟ يا الله كم رددوا: يلعن روح حافظ والله يجعل بشار يذوق العذاب الذي عشناه؟ ترى، ألم يتعلم الطغاة من تجارب التاريخ؟ ألم يسمعوا من قال: “إحذر أن يشكوك أحد إلى الله، فلن ينتهي بك الحال حتى يصيبك ما ذاقه منك؟”.

 

 

الفرح كبير. التحديات طبعاً كثيرة لكن “لسه يومين على الإنتصار الحقيقي فاتركونا نفرح”. هو لسان حال من خرجوا من قمقم الخوف في سوريا. لكلّ شخص حكاية ومعتقل. المعتقلون السوريون بالآلاف وأكثر. مئة ألف وأكثر. وللبنان معتقلون نستهم “دولتهم” في مزايداتها مع بيت الأسد. زحمة السير شديدة. والأطفال يخرجون من الشبابيك يهتفون. البنزين غالي ومفقود. الليتر الواحد سعره 160 ألف ليرة سورية (ما يعادل عشرة دولارات) ونظام الرسائل توقف العمل به. “قسد” ما زالت تسيطر على حقول النفط السوري.

 

ننتقل إلى ساحة الأمويين. مسافة خمس دقائق في السيارة تحتاج إلى أكثر من ساعة لشدة الزحمة. هناك، تحولت الساحة إلى مساحة تجمع الثوار. تصفيق وغناء وتلاقٍ بين الشعب السوري والجيش الحرّ وكثير من “السيلفي”. نعبر جنب السيف الدمشقي الشهير. نمر جنب مبنى الأركان الذي تناثر زجاجه. نمرّ جنب مكتبة الأسد. الإسم- الأسد- مزروع في كلّ المؤسسات. وكلّ التسميات ستتغير قريباً. شرطة هيئة تحرير الشام تهتم بالأمن في المدينة. والناس “تعربش” على آليات الدوشكا وتبتسم. مرّ زمان لم يشعر فيه السوريون بصلة رحم بينهم وبين من حكموهم دهراً. نمرّ أمام الجندي المجهول وهناك، عند جنباته، حلقات يتحدث فيها المحتفون عن قصص هروب من ظنّ نفسه أسداً. ترك الجيش النظامي في الصقيع في العراء وهرب.

 

كم من الضحايا سقطوا في ثورة سوريا وخلع الطاغية؟ يجيب مسؤول في الجيش الحرّ “سقط لنا نحو 500 عنصر. أما في جيش الأسد (راتب العنصر 500 ألف ليرة سورية أي نحو ثلاثين دولاراً) فكلّ من حارب قتل”.

 

تقدمت الساعة. حان موعد العودة قبل الغروب. وما لفتنا على الطريق شعار أمام مبنى قوات النظام الخاصة – الفرقة الرابعة عشرة: “أسود الأرض ورجال الحسم”. يا الله كم يعيش بعض “الممانعين” في مريخ انتصارات وهمية على أنقاض هزائم. و… وفجأة “لعلع” الرصاص. أحد الهاربين عبر مثل البرق على دراجة نارية فلحقوا به فأخرج مسدسه وأطلق بدوره النيران متجهاً إلى الحدود اللبنانية. توقفنا جانباً إلى حين هدأت الأمور.

 

 

تابعنا طريق العودة توقفنا عند جديدة يابوس، أمام حاجز “للحرّ”. عناصر الحاجز تمنوا لنا: الله يسهل طريقكم. وعبرنا. عند الحدود اللبنانية زحمة فوق التصور. ونساء عربشنَ على التلال وأخريات افترشنّ الأرض. ورجال سوريون يظنون أنفسهم “قادة” على الحدود. يسيّرون العبور ويهمسون في الآذان “كلمات سرّ”. حاجز للأمن العام قبل الوصول إلى نقطة الأمن العام يتأكد من الأوراق والمستندات. وهناك، في قلب نقطة وضع ختم الدخول إلى لبنان زحمة أخرى لا توصف… ساعة، أكثر، وها قد تبدلت أصوات السوريين الواقفين: أصبحوا أسديين. هذه كلمة سرّ أخرى في لبنان. كلمة خرقها رجل بتمتمة: وأنا اعيش الظلم في جنبات سوريا سليت نفسي بالتفكير بأن جهنم تنتظر الظالمين.