Site icon IMLebanon

ماذا تريد إسرائيل من الثورة السورية؟

 

 

السؤال الوارد أعلاه عنواناً لهذا المقال طرحته وسائط إعلام عالمية في العالم الغربي الأميركي والأوروبي، وبينها بعضٌ من أمّهات الصحف. ولقد تباينت الأجوبة كثيراً الى حدّ التباعد في التفاصيل، إلّا أنها تقاطعت عند نقطة واحدة يمكن اختصارها بما ورد في المقطع الآتي: إن بنيامين نتنياهو أراد توجيه رسالة مبكرة الى الثورة السورية بأن عليها أن تواصل ما كان قد بدأه النظام السابق من النأي بنفسها عن الصراع العربي – الإسرائيلي، مع فارق أساسي جداً، وهو أنه سيكون محظّراً على الثوار أن يبنوا دولة «قادرة»، بمعنى أنه بدأ العمل كي لا تمتلك الثورة الأسلحة المتطورة التي تمكنها من الدفاع عن نفسها بفعالية، ولا أن تمتلك أسلحة هجومية ولو بالحد الأدنى… وهذا ممنوع منعاً باتاً.

من هنا يمكن قراءة وفهم عدم تطرق المنتصرين في الثورة، حتى الآن، الى الضربات الإسرائيلية العديدة التي طاولت ما كان نظام بشار الأسد يمتلكه من أسلحة بينها وسائل القتال البري والمطارات العسكرية بما فيها من طائرات مقاتلة وكذلك القواعد البحرية والزوارق العسكرية.

والواقع أن هذا السلاح عفى عليه الزمن لا سيما بعد الثورة التي أسفرت عن حرب لا تزال مستعرة، بشكل أو بآخر منذ ثلاث عشرة سنة. ومعلوم أن عدم إجراء الصيانة على مختلف أنواع الأسلحة، يحوّلها الى نوع من الخردة. فتصبح الزوارق الحربية أشبه بقوارب الصيد، وتتحول الطائرات الى وسيلة قتل طواقمها. إلّا أن الإسرائيلي، الذي يعرف هذا الواقع بالتفصيل، يستدرك إمكان إجراء الصيانة في المستقبل، فيعمد الى هذه الضربات القاصمة.

هل إن هذه العربدة الإسرائيلية تسيء الى الثورة؟ وهل إنها تفتح الباب أمام مزايدات داخل الفريق الواحد وكذلك بينه والأطراف الأخرى من الثوار ما قد يمهّد الى صراعات حادة؟!. كلّ شيءٍ وارد، ويعتمد على قدرة الثوار الذين أطاحوا ببشار الأسد على أن يوحدوا صفوفهم وينزعوا فتيل الخلافات في ما بينهم، ويُبقوا العين مفتوحة على تنظيم «داعش» الذي لا تُخفى مخططاته والأهداف التي أنشأوه من أجلها أداة فتنة جاهزة للتفجير.

ويبقى أن على الثورة أن تثبت أن الإسرائيلي لن ينجح في أن «يأكل رأسها»…