IMLebanon

هل يستغل خامنئي لبنان لاستهداف الثورة السورية؟

 

 

 

أثار كلام مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي عن توقعاته بقيام «مجموعة من الشباب السوري الشرفاء بالانقلاب على فصائل الثورة السورية» الذين اطاحوا بنظام بشار الاسد مؤخراً، جملة تساؤلات واستفسارات عما يعنيه بكلامه هذا، وما اذا كان يهدف من ورائه، تحريض الشعب السوري ضد الثورة، ام أنه يتولى من خلال اذرعه ومليشياته المذهبية، إن كان في سوريا، أو لبنان أو العراق، القيام بشن عمليات واستهداف منظم ضد الثورة، لارباكها وشل حركتها واغراق الساحة السورية بالفوضى والخراب والاقتتال، ومنع قيام دولة ديمقراطية تحقق أماني وتطلعات الشعب السوري، بالنهوض والتقدم والاستقرار.

لهجة التحريض واضحة كل الوضوح في كلام المرشد، ويمكن ترقبها باتجاهين، استنادا لما تضمنه من مواقف، اولها موجه للشعب السوري للانتفاض والانقلاب على الثورة السورية، والتي ذهب الى حد تسخيفها واعتبارها بمثابة نتاج إسرائيلي اميركي، بهدف تنصيب أنظمة تابعة لهما، كما قال وهي التهمة التي اعتاد على استغلالها، لتجييش الشعب الايراني حول النظام الايراني، وإثارة مشاعر حلفائه وأتباعه في دول الجوار العراقي والسوري واللبناني واليمني، وتحريضهم ضد انظمتهم وحكامهم.

 

والثاني، التلويح باستخدام اذرع وادوات النظام الايراني المزروعة في دول الجوار العربي لاسقاط الثورة، وإن ناقض نفسه بنفسه، عندما انكر في الخطاب ذاته، وجود جماعات وتنظيمات موالية لايران في الخارج.

في تقدير الاوساط الديبلوماسية المتابعة لتطورات الاوضاع في سوريا بعد سقوط نظام الاسد، فإن دعوة المرشد للشعب السوري للانتفاض على الثورة السورية، لا تتوافق مع الواقع، ولا تلقى حداً ادنى من التجاوب، لان الغالبية الساحقة من السوريين هم ضد النظام الايراني،لدعمه الاسد ضد الثورة السورية، وارتكاباته التدميرية والدموية ضد الشعب السوري طوال العقدين الماضيين.

أما استخدام الاذرع والمليشيات المذهبية المتحالفة مع النظام الايراني، لاستهداف الثورة السورية، أكان حزب الله من لبنان او مليشيات الحشد الشعبي في العراق، باعتبارهما على حدود سوريا، هو خيار مطروح، ولطالما استغله النظام الايراني للنيل واضعاف خصومه، كما يحصل مع الحوثيين في اليمن حاليا، وقد يكون من الصعب السماح باستعمال لبنان منصة من قبل حزب الله او غيره من التنظيمات المسلحة الحليفة لايران، لضرب الثورة السورية في ظل الواقع الحالي، ورفض مطلق من اللبنانيين والجيش اللبناني لمثل هذا الخيار المحكوم بموانع اقليمية ودولية ايضا، بسبب تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان.

وفي اعتقاد الأوساط المذكورة فإن المرشد لم يُخفِ في كلامه مشاعر الاسى والمرارة من سقوط نظام الاسد، وخروج النظام الايراني من سوريا، مثقلاً بخيبة لم يعهدها من قبل، وسقوط كل ما بناه خلال العقدين الماضيين، وقد يلجأ إلى تحريك بعض الخلايا النائمة في الداخل السوري، مع بقايا نظام الاسد، لاستهداف الثورة ولو بفاعلية محدودة، في ظل تعذر استغلال الخيارات الاكثر فاعلية.