IMLebanon

مواعيد أيلول السورية  ووعود بوتين وأوباما

 

لا شيء خارج المألوف في مواعيد أيلول اللبنانية. لا بالنسبة الى الأحلام في كوابيس الشغور الرئاسي. ولا بالنسبة الى الخوف من الوقوع في الفراغ الكامل عبر التلويح بقلب الطاولة واستنفار أكثر من شارع واليأس من التسوية. فما يتحكّم بمواعيدنا الجديدة هو الانضباط تحت سقف التحسب لتطورات يكثر الحديث عنها حالياً في مواعيد أيلول السورية. وهذه بالطبع مواعيد أميركية – روسية تحشر الجميع وتفرض استعجال التفاهم على خطوة مشتركة في حرب سوريا.

ذلك ان الرئيس فلاديمير بوتين يتحدث، عشيّة قمة مجموعة العشرين في الصين ولقائه الرئيس باراك أوباما والرئيس رجب طيب أرودوغان، عن قرب اتفاق على محاربة الارهاب وعرضه على المجتمع الدولي. والموفد الدولي ستيفان دي ميستورا يقول، بعد ضياع مواعيد آب، ان مشروعاً للتسوية السياسية في سوريا مرشح للتبلور قبيل الموعد السنوي في أيلول لدورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة. والتفاصيل يتم درسها بين خبراء أميركيين وروس رفيعي المستوى باشراف وزيري الخارجية جون كيري وسيرغي لافروف اللذين يتواصلان عبر الهاتف بين اجتماع وآخر لهما في عواصم عدة.

ولا جديد في اللعب بين رئيس روسي يضرب حيث يمكن ويبحث عن تسوية سياسية حيث يجب، ورئيس أميركي ينظر من زاوية فلسفية وعبثية الى الضرب حيث يجب ويقبل أية تسوية حيث يمكن في شرق أوسط لم يعد يراه مهماً للمصالح الحيوية الأميركية. إذ كلما زادت الضغوط على الأميركي ليضرب أنقذه الروسي من الحشرة بمشروع سياسي ما. وكلما تورط الروسي أكثر فأكثر في الحرب راهن الأميركي على مشاركته في الربح وتركه اذا خسر يخسر وحده. الجديد هو ان أوباما الذي في أسابيعه الأخيرة في البيت الأبيض مستعد للتفاهم على انجاز ما يضعه في سجلّه، وبوتين يسعى للحصول على اتفاق ممكن مع رئيس ذاهب بدل مغامرة في المجهول مع رئيس آتٍ.

وعلى مدى سنوات، بقي المسار الأميركي – الروسي في حرب سوريا مزيجاً من الخلاف والاتفاق بين العسكر ثم على المستوى الرئاسي كما على مستوى الثنائي كيري – لافروف. المعلن في الخلاف هو مصير الرئيس بشار الأسد ورسم الحدود بين المعارضة المعتدلة المدعومة أميركياً وبين داعش وسواه من التنظيمات الارهابية والتكفيرية. والغامض في الاتفاق هو السيناريو العملي لإنهاء الحرب وتوزيع النفوذ وتحقيق مرحلة الحكم الانتقالي.

وفي الحالين، فان بوتين يدعم موقفه بالقوة العسكرية، وأوباما يدعم موقفه بالخطاب. وهما معاً يركّزان على الاهتمامات الاستراتيجية وحساب الصراعات الجيوسياسية، بصرف النظر عن معاناة السوريين الرهيبة والصراع باسمهم وفوق رؤوسهم في بلد صار مقبرة.