Site icon IMLebanon

التسوية السورية والرئاسة اللبنانية.. في الربيع؟

محاولات دولية لإطالة أزمات المنطقة

التسوية السورية والرئاسة اللبنانية.. في الربيع؟

القيادة الروسية مستعجلة على الحل السياسي في سوريا، بعكس الاطراف المقابلة التي تدفع باتجاه المزيد من اطالة الازمة.

هذا ما يخلص اليه تقرير ديبلوماسي يكشف انه مهما اظهر الروسي عضلاته في سوريا، فإنه يأخذ بالحسبان تعمّد دول غربية واقليمية اطالة امد تدخله العسكري في سوريا للتأثير الاقتصادي عليه، لذلك فهو يعمل وفق استراتيجية تدخل عسكري لا تتجاوز السنة الحالية، مع العمل على مسار سياسي ليس مستبعدا ان يبدأ في الربيع.

يتناول التقرير الحديث عن مستقبل الرئيس بشار الاسد ويذكر ان لا احد سيطلب من الاسد التنحي او الاستمرار. اليوم، وبعيدا من ضجيج جنيف، ثمة عمل على الدستور السوري الجديد وسيتم إيجاد حل له عبر جعل ولاية رئيس الدولة 4 أو 5 سنوات بدلا من 7 سنوات، وان ينص على امكانية الترشح لولايتين متتاليتين غير قابلتين للتجديد.

على ان هذا الامر مرتبط بطبيعة النظام المقبل اذ لم يتم الاتفاق بعد ان كان برلمانيا او مركزيا، مع اتجاه روسي ـ اميركي لكي يكون نظاما قويا، اي رئيس عسكري ورئيس حكومة صلب ووزير دفاع مقبول، وقد بدأ الحديث فعليا بالاسماء، كما ان هناك حديث عن عودة فاروق الشرع كرئيس وزراء.. اذا سمح وضعه الصحي.

ومع بدء الحديث بالاسماء التي ستتولى المواقع القيادية وبدء الحديث عن الدستور وما سيتضمن، يوضح التقرير ان الخلاف الايراني ـ السعودي لن يصل الى مرحلة كسر الحل في سوريا، والجانب الروسي متنبّه جدا لهذه المسألة. لذلك، دخل الجانب الروسي على خط الحلحلة في سوريا بقوة، لان لديه خشية من تعمّد عرقلة اميركية لتوريط عسكري اكبر لموسكو في سوريا.

يشير التقرير الى ان احدا لم يتنبه للموقف الروسي والذي ردده اكثر من مسؤول ومنهم السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبكين، وفحواه ان «روسيا تدعم الجيوش العربية في محاربة الارهاب»، اي كل الجيوش وليس جيشا بالتحديد.

يتحدث التقرير عن ان «كل شيء يحتاج الى وقت وصبر، اما لان الحل يحتاج الى وقت واما لان المفاوضين غير محترفين، الامر يحتاج الى ديناميكية وكلام يؤثر، بعدما سقطت كل الخيارات البديلة للانظمة الحالية، فبعد استهلاك العسكر وعدم قوة الليبراليين وثبوت ان لا فرق بين الاخوان المسلمين والمتطرفين، عاد الجميع الى خيار العسكر مجددا».

ويتوقف التقرير عند «ذهاب السعودية دائما باتجاه خيارات تصعيدية»، ويرد ذلك الى «سيادة قناعة غربية بمسؤولية مباشرة لها عن نمو وانتشار التطرف، والكلام الذي يردده كبار المسؤولين الغربيين وبصراحة، ان هذه الوهابية استخدمت ضد الشيوعية في حقبات الاتحاد السوفياتي، اما اليوم فهي تغذي الإرهاب. ورغم ذلك، لم يصل الاميركيون الى قرار بتغيير النظام في السعودية، لان السؤال يبقى: لمصلحة من سيأتي التغيير؟ اذ لو وجد تيار اخواني معتدل ربما يحصل تغيير في السعودية، ولكن تبين من التجربة المصرية ان الاخوان المسلمين متطرفون، والجيش لا يستطيع استلام الحكم في السعودية، وبالتالي نظرية الخلاص من النظام الوهابي موضوعة في سلم الاولويات وسيكون البديل نظاما يشبه ما هو قائم في المغرب».

يكشف التقرير عن بدء كلام جدي حول وجوب انشاء ادارة اسلامية للاماكن المقدسة في مكة والمدينة، وادارة فاتيكانية للاماكن المقدسة في القدس، من ضمن التسوية المعمول عليها لملفات المنطقة، وايضا كل ذلك يحتاج الى وقت، خصوصا وان حاضرة الفاتيكان تعمل منذ زمن على مسألة القدس.

يربط التقرير بين الارادة الروسية بتركيب اطار حل ما في سوريا في الربيع المقبل، ومع امكانية جدية لانهاء الشغور الرئاسي في لبنان، وبمجرد وضع الحل في سوريا على السكة الموصلة الى تسوية شاملة، فان لبنان سيشهد انفراجا كبيرا في كل ملفاته المعلّقة.