Site icon IMLebanon

«البوط السوري»!

آلاف القتلى من ميليشيا حزب الله تلقّوا بالأمس جزاء دمائهم المراقة من أجل نظام بشار الأسد بجملة واحدة وباختصار شديد « القرار دائماً للبوط السوري»!! الجملة كتبها الإعلامي شريف شحادة الذي يُعرّف نفسه على صفحته على موقع فايسبوك بصفة Politician (سياسي)، وهو واحد من أسلحة نظام بشار الأسد «الصوتيّة»، الجملة كتبها شحادة في سياق التعليق على المعارك الدائرة بين ميليشيات بشار وميليشيات حزب الله على عدة محاور في ريف حلب الشمالي بين حزب الله وقوات الأسد، وكان أعنف هذه الاشتباكات على تلتي حيلان والمضافة ومنطقة المياسات وجبهة البريج، كما على طريق (حلب ? ماير ? نبل ? الزهراء ? عفرين)…

ببضع كلمات أبلغ شريف شحادة حزب الله وقيادته وميليشياته في سوريا خلاصة الواقع والأمر والموضوع، وبلغة أخرى نشرح جملة شحادة وكلمة «القرار دائماً للبوط السوري» إذ تعني هذه الكلمات بلغة العامة غير المهذّبة «بدكن تضلوا دايماً تحت جزمة السوري»، لم يكتفِ شحادة بهذا الكلام، بل توجه إلى مقاتلي حزب الله بالقول: «أبنائي في حزب الله/ أتيتم لتنصرونا وليس لتحكمونا، أرجوكم أعيدوا حساباتكم»!!

للمفارقة، تدور عجلة الزمن، لطالما اعتبر النظام السوري أنّه جاء إلى لبنان لإنقاذه أو نصرته أو أي مفردة من لغة هذا «النظام البائد لا محالة» الخشبيّة، وهو سعى للمجيء في الأساس لاحتلال لبنان، الآن دار الزمن دورته، وجاء وقت يقول فيه أعوان النظام وأزلامه لحزب الله «أبنائي» ـ ونحن نعرف ماذا فعل هذا النظام في آباء سوريا وأبنائه هو تحديداً ـ أتيتم ليس لتحكمونا، فماذا ينتظر ميليشا حزب الله في سوريا أكثر من أن يستعد النظام لقتلهم تماماً مثلما قتلوا أبناء سوريا الأبرياء، القاعدة الإلهيّة تقول في كلّ الأديان «القاتل يُقتل»، وقتل النظام لأبنائه في حزب الله هو أقل عقاب يجب أن يذوقه الحزب وقيادته ومجلسه العسكري وكوادره، هذه قناعتنا، ففي النهاية «يضرب الله الظالمين بالظالمين»، فهل انتهى دور حزب الله في سوريا، للأسف يستحقّ مقاتلي حزب الله القتل، فقد قتلوا الآلاف من أبناء الشعب السوري، وكذلك إيران، التي ستبتر يدها في سوريا إذا أعمل النظام التقتيل في ميليشياتها المنخرطة في الحرب هناك، النظام يملك التفوّق الجوي وإحداثيات المواقع وقدرة الإلتفاف من الخلف ونسف دشم حزب الله بما ومن فيها!!

الآن؛ ماذا سيقول أمين عام حزب الله لشعب المقاومة الذين ينتظرون عودة أبنائهم في صناديق وقد قتلوا بيد نظام أرسلوا لحمايته!! وإذا كانت إيران توزّع «بطانية» عن كلّ قتيل من جنود الحرس الثوري، فيما بشّار الأسد يوزّع نسخة من المصحف الشريف مجاناً ـ بحسب شريف شحادة ـ وسيصدم أي مسلم إن شاهد وقاحة بشار وتطاوله على الله بوضع اسمه على المصحف الشريف، إذ يصدمك أنّه حفر على غلاف القرآن جملة «هدية من الرئيس بشار» وكأنه شريك في تنزيل الله لقرآنه العظيم، ولا نعرف من أفتى له بهذا التطاول، ولكن بدر الدين حسّون مفتي القتل لن يتردد في هكذا إفتاء… حزب الله «حنفيته» شبه مقفلة، خفّ الدفع كثيراً ثمن قتلاه، الميزانية لم تعد تسمح، ولكن ما لن يستطيع أن يقوله أمين عام حزب الله لذوي القتلى هؤلاء سقطوا بنيران بشار الأسد وبقصف طائرات حليفنا الروسي، ذهبنا لمساندتهم وحماية نظام بدأ الآن بقتلنا وقصفنا بالصورايخ والطائرات!!

لا يكترث شريف شحادة لحجم دماء أبناء الطائفة الشيعيّة اللبنانية المضلّلين في الميادين السورية، لأنّه مشغول بالدعاء للإرهابي بشار الأسد: «ننتظر بفارغ الصبر/ أن نصلي خلفك سيدي الرئيس/ أنا واخي الشيخ أحمد شلاش/ صلاة العيد في مسجد الرقة الكبير»!! سقى الله تاريخ الرقة وعلمائها الأجلاء، نسأل الله في هذه الأيام المباركة الفضيلة أن يرينا في بشار الأسد وحزب الله وإيران وشريف شحادة عجائب قدرته ويوماً عظيماً يشفي فيه صدور قوم مؤمنين….

زادكم الله تقتيلاً في بعضكم حتى لا يذر ربنا على أرض سوريا منكم ديّارا، فقد أثخنتم هذه الأمة قتلاً وجرحاً وكذباً وخداعاً.. ورَحِمَ الله من قال «آمين».