يبدأ، الإثنين المقبل، تسجيل التلامذة السوريين في دوام بعد الظهر، وفق مذكرة أصدرها أمس وزير التربية، عباس الحلبي، منع فيها الاستعانة بأيّ موجّه تربوي في المدرسة، ما يعني الاستغناء عن أكثر من 400 مرشد وقطع أرزاقهم، في وقت بقيت فيه الاستعانة بالمعلمين في دوام قبل الظهر رهناً بالإدارات وحاجات المدارس والثانويات الرسمية، بعد خفض الحصص التعليمية نتيجة التحوّل إلى التعليم «أونلاين».
وكان المستعان بهم بعد الظهر قد انتظروا المذكرة، وهم عاتبون على تخلّي الدولة عنهم في أحلك الظروف، وعدم الالتفات إليهم ولا حتى بمساعدة عينية، وخصوصاً أنهم لم يتقاضوا من الـ«يونيسف» دولاراً واحداً طوال الأشهر الستّة الماضية، فيما «الوزارة لا تضغط على المنظمة الدولية لمساعدتنا في استحصال الحقوق، لأنها ببساطة تخشى أن توقف اليونيسف تمويل مشاريعها التربوية الأخرى»، وفق أحد الأساتذة المستعان بهم.
المدير العام للتربية بالتكليف، عماد الأشقر ربط، في مقابلة تلفزيونية، بدء دوام بعد الظهر بالتمويل الدولي الذي تتولّاه اليونيسف، مشيراً إلى أن الوزارة «لم تحصل هذا العام على قرش واحد، إن على مستوى تعليم السوريين، أو على مستوى دعم الخطة التربوية للاستجابة للحالة الطارئة». ولفت إلى أن عدد التلامذة السوريين انخفض من 150 ألفاً إلى 110 آلاف، بعد عودة بعضهم إلى سوريا. ونفض الأشقر يد الوزارة من أي التزامات تجاه المعلمين المستعان بهم، بحجة أنهم يقبضون من المنظمة الدولية ويوقّعون في كل عام تعهداً بإبراء ذمة الوزارة والدولة من أيّ مستحقات تجاههم. إلا أن المستعان بهم لا يبرمون عقوداً مع الـ«يونيسف»، بل تبرمها الوزارة مع المنظمة، ما يبقي الأساتذة ضائعين بين الجهتين.
وكان المستعان بهم قبل الظهر وبعده، بخلاف زملائهم المتعاقدين الرسميين وفي الملاك، قد حرموا من الحوافز أو بدل الإنتاجية في فصل الصيف بقرار من الـ«يونيسف» على خلفية «لا أجر بلا عمل»، فيما تقاضى المستعان بهم على حساب صناديق المدارس بدل الإنتاجية. أما المستعان بهم قبل الظهر فليس في حوزتهم أيّ داتا عن مصير مستحقاتهم لهذا العام حتى لو حالف الحظ بعضهم وحصلوا على بعض ساعات تعليم، لأن المستحقات مرتبطة بالتمويل الذي لم يأت بعد من الـ«يونيسف». والمطلب الأساسي لهذه الفئة من المستعان بهم توقيع عقود رسمية مع الدولة، ما يضفي شرعية على عملهم فلا يصبحون رهينة أيّ جهة، ولا سيما المنظمات الدولية، وفصل بدل الإنتاجية عن أجر الساعة، في وقت يجري فيه التداول بأن البدلين سيكونان مدموجين ببدل واحد بقيمة 12 دولاراً.
ويقول رئيس لجنة الأساتذة المستعان بهم في التعليم الثانوي، فادي شحادة، إن هذه الفئة هي الأكثر تضرراً من الأزمة، وكان على الدولة أن تتعاطى معهم أسوة بزملائهم المتعاقدين في هذه الظروف الاستثنائية، مؤكداً أهمية تمثيل لجان المستعان بهم في المفاوضات بين الوزارة والـ«يونيسف».