IMLebanon

مسار الحل السوري وفقاً لاتفاق أميركي سوري كلي بشار الأسد للروس كما ميشال عون لـ”حزب الله”!

اصطدمت نهاية الجولة السابقة من المفاوضات بين النظام والمعارضة السوريين في 24 آذار الماضي بأمرين مترابطين، هما الانتقال السياسي ومصير بشار الأسد. وتتعثر العودة إلى الجولة الثانية التي حددت في 9 نيسان الجاري مع احتمال تأجيلها أياماً على وقع مفهوم الانتقال السياسي وآليته. والبحث في هذا الموضوع ملأ المرحلة التي امتدت من 24 آذار تاريخ انتهاء الجولة السابقة من المفاوضات وبدء الجولة الجديدة.

وتركز الكلام على مصير الاسد وإمكان الاتفاق عليه بين الأميركيين والروس من ضمن التفاهم الجديد الذي تكرس مجددا بين الطرفين في اثناء زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري لموسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف في 24 آذار، أي في اليوم نفسه لانتهاء الجولة الاولى من المفاوضات.

وتعززت المعلومات المتناقلة في الأوساط السياسية في بيروت على اثر زيارة الرئيس سعد الحريري لموسكو الاسبوع الماضي ولقائه الرئيس بوتين والمسؤولين الروس، وفيها ان الجدل الاميركي الروسي تركز على مصير الأسد خلال الاسابيع الماضية، وأكد الروس ان الولايات المتحدة باتت اقرب الى وجهة نظرهم في هذا الشأن، ولم تنف ذلك واشنطن وإن استمرت في تأكيد موقفها من مصير الاسد، ولا ينفي ذلك ان هناك توافقا جديا ومتكاملا بين واشنطن وموسكو على الوضع السوري. ومع ان الجولة السابقة من المفاوضات انتهت الى ما كانت اليه الجولات السابقة التي عقدت في 2012 و2014، لا يزال الرهان كبيرا على ممارسة كل من الجانبين الاميركي والروسي الضغوط اللازمة على طرفي الازمة من اجل التزام الخطوط التي وضعت للمفاوضات. والدليل الأبرز على ذلك كان خفوت المواقف الاميركية حيال خروق الهدنة التي قام بها النظام السوري او حيال إعلان إيران إرسال لواء من قواتها الخاصة الى سوريا على نحو يثير تساؤلات عما اذا كان ذلك يوحي المزيد من المعارك، علما ان عددا كبيرا من الضباط الإيرانيين كما من “حزب الله” سقطوا اخيرا في زمن الهدنة المفترضة في سوريا، او ان ذلك يرتبط بمحاولة ملء المناطق التي اتيح للنظام استعادتها لافتقاده العناصر الكافية من الجيش لمنع خسارتها مجددا.

الكلام على توافق اميركي روسي كامل في شأن سوريا يفيد بالتزام الطرفين كليا، وفق ما ينقل، بمندرجات القرار 2254 اي انتقال سياسي يؤدي في نهاية الامر الى اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بإشراف الامم المتحدة، وذلك رغم عزم النظام على اجراء انتخابات في 13 من الجاري لا يعيرها الخارج اهمية كبيرة، وإن كان النظام يسعى من خلالها الى محاولة اسباغ طابع شرعي على نظامه، أو بيع الانتخابات ونتائجها لاحقا في الوقت المناسب. فهناك مسار يقول الطرفان الاميركي والروسي بالتزامه على قاعدة اقتناع الاميركيين وفق ما ينقل عنهم بأن روسيا ستقوم بما يتعين عليها من اجل ان تحمل الاسد على القبول بهذا المسار، بما فيه مفهوم الانتقال السياسي وصولا الى انتخابات رئاسية يتحدد فيها مصير رأس النظام السوري من خلال مشاركة جميع السوريين في الداخل والخارج، الامر الذي يفيد بأن انتخابات حرة مراقبة من الامم المتحدة لن تعطي النتائج نفسها التي يعطيها النظام في انتخابات يجريها هو، والنموذج الابرز هو ما سيقيمه في 13 نيسان متحديا مفهوم الانتقال السياسي، علما ان اكثر من نصف شعبه مهجر في داخل سوريا، وهناك بين 5 ملايين الى 6 ملاييين لاجئ في دول الجوار ومناطق لم يعط بعد موافقته على فك الحصار عنها مثل دوما القريبة من دمشق، وداريا، ومناطق اخرى، في حين تخوض عناصر ايرانية وميليشيات شيعية حربا ضد بعض المناطق من اجل دعم استمراريته.

لكن اللافت وفق المتابعين ان المنسق الدولي للموضوع السوري ستافان دو ميستورا اعلن، عشية استئناف الدورة الجديدة من المفاوضات وغداة زيارة لروسيا تحضيرا لها، ان المحادثات الجديدة يجب ان تقود في شكل ملموس الى بداية حقيقية لانتقال سياسي في سوريا.

وبصرف النظر عن مدى حتمية المسار الاميركي الروسي المتفق عليه، تبقى الشكوك كبيرة حوله انطلاقا من ان تطورات كثيرة يمكن ان تعرقله في مرحلة من المراحل. وحتى اليوم يبدو أن هناك هامشاً ما يتصل باستمرار استثمار ايران والميليشيات الشيعية التابعة لها في الحرب السورية بين جولة واخرى من المفاوضات، علما ان الاسد قد يكون غدا بالنسبة الى الروس وتمسكهم به، وفقا للمتابعين انفسهم، على نحو مماثل الى حد كبير لما يعتمده “حزب الله” في لبنان من خلال استرهان الانتخابات الرئاسية والتمسك بشخص حليفه وحده العماد ميشال عون، وذلك من دون ابداء اي تساهل ازاء التوافق على الانتخابات الرئاسية لاعتبارات ومصالح محددة وخاصة بالحزب، في حين ان اهدافه قد تكون في مكان آخر. وهناك على الهامش ايضا استمرار للصراع التركي الروسي الذي يستمر فصولا عبر دعم الأكراد السوريين. كما ان هناك ايضا الصراع الايراني العربي على سوريا والذي يثير اسئلة كبيرة عما اذا كان التوافق الاميركي الروسي كافيا للتخفيف من وطأته، خصوصا انه لا يزال محتدما بقوة.