لم يكن سقوط نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي مفاجئا، نظرا للخلافات التي كانت تحصل على اللائحة التي جمعته مع التيار الوطني الحر وعوامل أخرى، لكن ما لم يكن متوقعا سقوط شخصيات سياسية تمثلت في البرلمانات النيابية المتعاقبة.
فأقسى المفاجآت الإنتخابية كانت بعدم تمثيل شخصيات تقليدية ارتبط اسمها بالسياسة، كما حصل مع النائب السابق طلال ارسلان الذي لم يفز في هذه الدورة بالمقعد الدرزي الذي حصل عليه مرشح المعارضة مارك ضو، فارسلان أقصيَ عن مقعد عاليه الذي يشغله منذ العام ١٩٩٢، حيث تراوحت التحليلات لأسباب فشله بين من اعتبر ان هناك “قبة باط” من المختارة وتهريب أصوات درزية ألحقت ضررا بخلدة، فحطت الأصوات الدرزية في رصيد النائب راجي السعد، وما حكي عن مخطط جنبلاطي لحماية الولاية النيابية الجديدة للنائب تيمور جنبلاط بإزاحة زعيمي الجاهلية وخلدة لإخلاء الساحة الدرزية، وهذا ما عبرت عنه مواقف ارسلان الذي شن هجوما على جنبلاط واتهمه بالمؤامرة.
ما ورد في كلام ارسلان أعاد تأكيده رئيس “تيار التوحيد” الذي أشار بعتب كبير لأنه أعطى التيار الوطني الحر، إضافة الى تلميحه لعملية غدر “الغدر”، وعلى الأرجح فان وئام وهاب سيعلن المزيد من المواقف مع الأيام .
يختلف كل فريق في تقدير أسباب سقوط رموز سياسية قريبة من سوريا لعبت أدوارا في الحياة السياسية، ومن دون شك فان عوامل متنوعة بعد “ثورة ١٧ تشرين” تضافرت جميعها ضد حلفاء سوريا، فالخلافات الداخلية في الحزب “القومي السوري الاجتماعي” أخرجت النائب السابق أسعد حردان من الندوة النيابية والخلاف العميق بين إيلي الفرزلي مع النائب جبران باسيل أطاح بالفرزلي .
ثمة من يعتبر ان حلفاء سوريا استتزفوا رصيدهم السياسي والشعبي، ولم يبادروا الى تطوير حيثياتهم السياسية فكان لدى هؤلاء ثقة زائدة بالفوز في الإنتخابات، الأمر الذي لم يترجم حماسة كبيرة في العمل.
الاستنتاجات والتفسيرات حول سقوط حلفاء سوريا كثيرة، ومنهم النائب السابق فيصل كرامي، فهناك من يعتبر ان السبب يعود الى ضراوة المعركة الإنتخابية، ومن يعتبر ان السبب يعود الى القانون الإنتخابي الهجين، ومن يرى ان الثنائي الشيعي تعرض لحملة سياسية وانتخابية قاسية ولم يكن قادرا هذه المرة على رفد حلفائه بالأصوات كما كان يفعل في الاستحقاقات الماضية كما حصل مع النائب السابق ابراهيم عازار حليف الرئيس نبيه بري ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.
غياب ارسلان وكرامي ونواب الحزب “القومي” ورمزية ايلي الفرزلي ستشكل علامة فارقة في مجلس ٢٠٢٢، فهناك مشهد نيابي جديد يضم وجوها “تغييرية” وبلوكات تحمل عناوين “سيادية” سيكون في مواجهة بلوكات ٨ آذار التي تفتقد “القوميين” وشخصيات حليفة لسوريا.