Site icon IMLebanon

عودة سوريا السياسيّة تنتظر الترتيبات الأخيرة 

 

 

نجح النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات في لجم اندفاعة مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون ضد القطاع المصرفي، فكف يدها “مصرفيا”، لترتاح المصارف وتفك اضرابها. اما رئيس مجلس النواب “استيذ عين التينة” فاخرج بدوره ارنبا للامن العام، فحل اشكال مغادرة اللواء عباس ابراهيم، بحل “لا عالبال ولا عالخاطر”، بعدما عادت مياه “البسبورات” الى مجاريها العادية.

 

اما الدولار فالى مزيد من الارتفاع، آخذا بدربه كل السلع من اساسية وكمالية، في مقدتها المحروقات، التي حرقت فواتير المولدات، عشية انعقاد جلسة المجلس المركزي لاتخاذ القرارات المناسبة، بعدما فعل مدعي عام التمييز ما عليه، وفقا لوعود رئيس حكومة تصريف الاعمال، ليبقى السؤال الكبير متى ينتهي الشغور الرئاسي؟

 

في المنطق اللبناني، الرهانات وكالعادة حدث ولا حرج، من مؤتمر حوار في الدوحة او شرم الشيخ، الى التعويل على تقارب سعودي – ايراني، لم يخف امين عام حزب الله خلال طلته الاخيرة دور ذلك، وبينهما عودة دمشق الى الحضن العربي عبر بوابة القمة العربية المنعقدة في الرياض ايار المقبل، والحديث الذي بدا يروج له في الصالونات اللبنانية عن عودة معادلة السين – السين لتكون الناظم للوضع اللبناني.

 

منطقيا قد تصح النظرية الاخيرة، خصوصا ان مؤتمر الاونيسكو في ذكرى الطائف قد شكل مناسبة للتأكيد على ان القرار الدولي يقضي بتمديد العمل وصلاحية اتفاق الطائف لمدة اضافية، الى حين حسم خيارات التسوية النهائية في المنطقة، خلافا لما كانت تسعى اليه ادارة الرئيس ماكرون، وفقا لمصادر ديبلوماسية في بيروت، ما حتم بالتالي اعادة التوازن الذي رعى التسوية الاساسية، والذي لا يمكن ان يكون بمعزل عن دمشق.

 

من هنا، رأت المصادر ان الاتصالات الاميركية-السورية لم تتوقف يوما، سواء مباشرة او بشكل غير مباشر، عبر اطراف ثالثة، وان الادارة الاميركية ابلغت في مراحل عدة قيادات لبنانية للتواصل مع نظيراتها السورية، خصوصا في المجالات الامنية والعسكرية.

 

واكدت المصادر ان استراتيجية واشنطن الراهنة في لبنان تنطلق من مفهوم خوض المعركة داخل المحور بدل اعتماد سياسة حرب المحاور، التي اثبتت فشلها وعدم نجاحها منذ عام 2005، من هنا كان الكلام الاميركي عن عدم وجود اي “فيتو” بحق اي مرشح رئاسي، ما يعني سليمان فرنجية تحديدا، بوصفه في المبدأ مرشح حزب الله المفترض.

 

وكشفت المصادر انه خلافا لكل ما يقال، فان الملف اللبناني لا زال اولوية بالنسبة لواشنطن، التي تولي الملف اللبناني اهمية قصوى، الا انها في الوقت نفسه لا زالت تنتظر تحرك الشعب اللبناني صاحب الكلمة الفصل، داعية الى قراءة تعيين السفيرة الجديدة في عوكر، وما تتمتع به من خبرة ودور مرسوم في هذا الاطار.

 

واعتبرت المصادر بان ثمة من يتسرع في الحديث عن العودة السورية، التي اذا كانت قد اقرت في المبدأ، الا انها بالتأكيد لن تكون كما كانت سابقا، وهي لا زال ينتظرها الكثير، فالمشاورات اليوم تتركز حول التوصل الى اتفاق فيما خص ترتيب الملفات واولوياتها بين دمشق والرياض، التي اقرت لها واشنطن بدور اساسي في عودة سوريا، مقابل عودتها الى الساحة اللبنانية، وهو ما سيخلق توازنات جديدة افتقدت اليها الساحة السياسية اللبنانية.

 

وختمت المصادر بان “بيك زغرتا” حين تحدث من الصرح البطريركي عن انه قادر على ان يأتي من سوريا بما لا يمكن لغيره ان يأت به، كان يعرف جيدا مقصده، اذ لم يكن يتحدث عن ملف النازحين السوريين بقدر ما تحدث عن مسألة ترسيم الحدود وبخاصة البحرية، وهو ما يهم الاميركيين، ذلك ان لبنان لن يستخرج ثروته الفطية والغازية خلال السنوات القليلة المقبلة الا من الحقول القريبة من حدوده الشمالية.