هل هي مصادفة أنّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال للوفد الحكومي اللبناني الذي قابله قبل أيام إنّ سقوط بشار الأسد سيكون سريعاً ودراماتيكياً.
كلام مماثل قاله أيضاً وزير الدفاع الأميركي أخيراً جاء متقاطعاً مع كلام السيسي.
ولا شك في أنّ سقوط النظام السوري قريب للأسباب الآتية:
1- إنّ الخسائر البشرية في الجيش العلوي أكبر من أن يتحمّلها النظام وقد تجاوزت الـ80 ألفاً من الضباط والجنود العلويين.
2- إنّ خسائر «حزب الله» هي أيضاً أكبر مما كان متوقعاً عندما انخرط السيّد حسن نصرالله في الحرب السورية بدعوى الدفاع عن مقام السيدة زينب وسائر المقامات الدينية الشيعية.
3- هناك عناصر ثلاثة ليست في مصلحة النظام وهي:
الوقت الذي طال… ومعه تذوب هيبة النظام وقوته كل يوم.
والمال الذي هو عصب الصمود في الحروب، بينما سوريا على أبواب الإفلاس، والارتفاع الكبير في أعداد القتلى المدنيين قبل العسكريين والمقاتلين.
4- فيما النظام العلوي يتراجع فإنّ المعارضة تتقدّم، واليوم صارت تسيطر على 75٪ من مساحة سوريا بحيث لم يبقَ للنظام سوى العاصمة والساحل.
5- الى ذلك، فإنّ «عاصفة الحزم» التي قادتها المملكة العربية السعودية في اليمن هي التي قصمت ظهر البعير… أي أنّها قضت على أحلام المشروع الإيراني بأنّ حدود نظام ولاية الفقيه من أفغانستان الى المتوسط!
6- تحسّن وتطوّر العلاقات الروسية – السعودية وبالذات بعد الزيارة التي قام بها الى روسيا في هذا الاسبوع ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وإبرامه والوفد المرافق اتفاقات ومذكرات تفاهم على النحو الآتي:
أ- اتفاق للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.
ب- مذكرة التعاون في مجال الفضاء.
ج- مذكرة تعاون في مجال الإسكان.
د- اتفاق لتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتقني.
هـ- نظام برنامج عمل للتعاون المشترك حول الفرص الاستثمارية في المملكة.
و- برنامج تنفيذي لتفعيل اتفاقية التعاون البترولي.
ز- اتفاقية تختص بالتعاون في المجالات العسكرية المختلفة.
ولا شك في أنّ هذه الاتفاقية التي ينتظر أن تضاف إليها مجموعة من مذكرات واتفاقات التفاهم والتعاون في المجالات كافة خلال الأيام القليلة المقبلة سيكون لها شأن كبير في الموقف الروسي من مختلف قضايا المنطقة، فحكومات الدول العظمى معنية بأحوال شعوبها وازدهار أوطانها أكثر مما هي معنية بالمواقف المبدئية التي كثيراً ما تؤخذ لتمهد لهكذا اتفاقات وبرامج، ولا بدّ من أن ينعكس ذلك كله على الموقف الروسي من سوريا الى اليمن.