IMLebanon

السلطة تراهن على قبول الحريري بحكومة اختصاصيين مطعّمة بسياسيين… ولا يستفزون الثوار

 

 

 

أعاد «فيتو» مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على المرشح «السابق» لتشكيل الحكومة سمير الخطيب، الأمور المتصلة بالملف الحكومي إلى بداياته، بتأكيده أن القيادات الإسلامية تلاقت على دعم ترشيح رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري لرئاسة الحكومة، ما سيجعل الأخير محور الاتصالات والمشاورات حتى الاثنين المقبل، الموعد الجديد للاستشارات النيابية الملزمة التي حددتها دوائر القصر الجمهوري. وبالتالي يتوقع أن يستأنف «الثنائي الشيعي» حركته باتجاه «بيت الوسط»، للقاء الحريري والبحث معه مجدداً في إمكانية تشكيل حكومة جديدة، بعد التوافق على تركيبتها التي ستكون محط أخذ ورد عميقين، بين رئيس «المستقبل» و«الخليلين» اللذين سيزوران الحريري في الساعات المقبلة، لوضع كل شيء على الطاولة والانطلاق من الصفر.

 

ومع عودة اسم الحريري، المتوقعة، إلى الواجهة وبقوة هذه المرة، فإنه وبقدر ما أصبح الرجل مرشحاً وحيداً لتشكيل الحكومة، بعدما سقطت  أوراق بقية المرشحين، بقدر ما أضحى في مواجهة خيارين لا ثالث لهما. فإما أن يبقى متشبثاً بموقفه بتشكيل حكومة اختصاصيين، لا يقبل بها فريق العهد وحلفاؤه، وإما يتنازل ويشكل حكومة اختصاصيين مطعمة بعدد محدود من السياسيين من الوجوه غير النافرة. وهذا ما سيضع الحريري في موقف بالغ الصعوبة بين الشارع والقوى السياسية، ومهمته تالياً لن تكون سهلة مع أي من الخيارين، باعتبار أن المواقف لا زالت على حالها، وبالتالي ستشهد الأيام الفاصلة حتى الاثنين، سلسلة اجتماعات مكثفة، لإخراج تشكيلة تحظى بموافقة المكونات السياسية، ولا تشكل انتصاراً لأحد على حساب الآخر.. ولا تستفزّ الشارع أيضاً.

 

وتشير مصادر سياسية إلى أن الرئيس الحريري وبعدما بات مرشحاً أوحداً للرئاسة الثالثة، فإنه أصبح في وضع لا يحسد عليه، ولا بد أن يتعامل مع الأمور بكثير من الواقعية دون استبعاد أن يطول أمد الفراغ أكثر، إذا بقي فريق العهد ومعه «الثنائي الشيعي» على الموقف نفسه، برفض حكومة اختصاصيين كما يطالب الحريري. ولذلك تبدو الخيارات ضيقة أمام رئيس «تيار المستقبل»، إلا أذا كان التوجه من جانب السلطة إلى القبول بشروط الحريري والسير معه بحكومة تنقذ لبنان من الأزمة المالية التي يتخبط بها، حيث أن الجميع في السلطة وخارجها مقتنع بأن الحريري هو الشخص المؤهل أكثر من سواه لإنقاذ لبنان من الانهيار.

 

في المقابل، فإن أهل السلطة وبحسب المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، يراهنون على أن الرئيس الحريري، سيقبل في نهاية المطاف بترؤس حكومة تكنو-سياسية، لأنه لن يتهرب من المسؤولية، بعدما جرت تزكيته من قبل كل القوى المعنية بالتأليف، بالرغم من معارضة الثوار لأي حكومة من هذا النوع، خاصة وأن بقاء البلد دون حكومة، مع ما يواجهه من تراجع اقتصادي ومالي مخيف، سيزيد من غرقه أكثر فأكثر، ولن تعود بعدها تجدي محاولات الإنقاذ، بغض النظر عن شكل الحكومة التي ستشكل.

 

ولا يرى مصدر نيابي في «التيار الأزرق»، هذه الفرضية في مكانها، على حد قوله لـ«اللواء»، باعتبار أن «الحريري منذ البداية متمسك بقناعاته، وهو اليوم بعد سقوط ورقة مرشحي السلطة، بات أكثر تمسكاً بما طالب به منذ استقالة حكومته، كونه يدرك أن حكومة الاختصاصيين وحدها التي ستنقذ لبنان، لأنها ستكون موضع ثقة المجتمعين العربي والدولي، ما سيساعد لبنان على تجاوز أزماته الاقتصادية والمالية. وهذه قناعة لا بد أن يدركها أهل الحكوم وحلفاؤهم، قبل ضياع الفرصة الأخيرة المتاحة أمام لبنان قبل الانحدار نحو الهاوية»، مشيراً إلى أن «الأيام المقبلة فاصلة، وفي ضوئها ستتحدد معالم المرحلة المقبلة التي ستفرض على لبنان تحديات بالغة الصعوبة».