اجتمع فريق الحوار في عين التينة. ستّ شخصيات مكلّفة من قياداتها بعدم جعل الحوار مجرد فقاعات صابون. تختلف الوجوه وأساليب النقاش والمناورة، لكن النتيجة واحدة. صدر القرار بإذابة جبل الجليد السياسي، وما على المكلّفين سوى التنفيذ، ولو كانت الحصيلة مجرد بيانات بـ «النوايا الحسنة».
مايسترو الحوار الاول هو الرئيس نبيه بري بتنسيق مباشر مع النائب وليد جنبلاط. منذ سريان التمديد الثاني لمجلس النواب جهد رئيس المجلس لاشاعة أجواء ايجابية منطلقاتها خارجية وانعكاساتها داخلية.
لم تصدق الرهانات على حصيلة المفاوضات الاقليمية والدولية بعد، إلا ان جهد رئيس مجلس النواب انصبّ على ضرورة التحضير للقاء قطبي الصراع. وتصبح للحوار رمزية اكبر حين تفتح عين التينة ابوابها للمتخاصمين. وَعَد بلقاء يبدأ قبل الاعياد، لكن سائلي بري لا يتوقعون اجابة محدّدة عن غلّة جولات الحوار المقبلة.
معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل، كعادته، سيكون في قلب التفاصيل. هذا إن لم يكن مشاركا أساسيا في صنعها. اصبح الرجل متمرّسا في مهام من هذا النوع. يتمتّع بمرونة كبيرة في إدارة الملفات الشائكة اكتسبها تدريجا بفعل الخبرة في ان يكون مرآة الرئيس بري اينما يحلّ، مع الاحتفاظ بهامش واسع من الاجتهاد من دون التأثير على الاساس. بالتأكيد «دفتر علي» يرافقه في جلسات النقاش الصعب. في ارشيفه، المكتوب أصلا، ما يسمح للطرفين باستعادة عهود من وئام المرحلة الماضية والمواجهات التي لم تنته بعد.