Site icon IMLebanon

جدولٌ بالإهمال والمطلوب  رئيس جمهورية أولا

حقاً بماذا نتلهَّى؟

نقرأ في التقارير العالمية فنجد أنَّ لبنان جاء في المرتبة الثالثة عالمياً لجهة الدين العام، ونقرأ أنَّ اليابان حلَّت في المرتبة الأولى… لكن اليابان مُنِحَت هذه السنة جائزة نوبل للطب، فيما لبنان يتعثّر في تصريف إنتاج التفاح.

***

المنطقة تلتهب، ذكرى اتفاقية سايكس بيكو مرَّت لكن هذه الإتفاقية تترنَّح على خلفية تعديل خرائط ونقل شعوب، فيما لبنان يتعثَّر في نقل النفايات من منطقة نهر الموت إلى برج حمود، ويسوده الجدل بين نفايات قديمة من غير المسموح نقلها، ونفايات طازجة بالإمكان نقلها.

***

نسبة كبيرة من طلاب المدارس الخاصة لم تُسعفهم الأحوال المادية لأهلهم، فانتقلوا قسراً إلى المدارس الرسمية التي تبدو غير قادرة على الإستيعاب المفاجئ للأعداد الكبيرة، وفي ظل وجود أعداد هائلة من طلاب النازحين السوريين، فيما الحكومة لا تأخذ المسألة على محمل الجد بل تُلقي كل هذه الأعباء على عاتق وزير التربية وحده، علماً أنَّ الامر يحتاج إلى خطة طوارئ وليس فقط إلى متابعة وزير.

مضت أعوام ونحن نتجادل في السدود وفي جدواها وفي تأثيرها على البيئة، وفيما الجدل مفتوح على مصراعيه، يستفيق اللبناني من الصدمة على صوت الصهاريج تملأ الشوارع بحثاً عن خزان لتملأه وعن جيبٍ لتُفرغها.

***

واشنطن وموسكو ترسمان مستقبل سوريا، فيما نحن نتلهَّى في الماضي السحيق والحاضر الكارثي، لا أحد يتلفت إلينا بدليل أننا ذهبنا إلى نيويورك وأمضينا نحو أسبوعين وعدنا بخفي حنين.

السياسيون، والمسؤولون منهم، يتلهون بالقشور فيما لا أحد يصل إلى الجوهر، هل يجوز أن يقتصر دور السياسي على أن يكون مجرَّد عداد لا عمل له سوى تعداد جلسات مجلس الوزراء والتي لا تنعقد لانتخاب رئيس؟

يتلهون ولا يهتمون، مصطلحا اللامبالاة والإهتمام عندهم كأنهما لمعنى واحد. تماماً كما مصطلحات جلسة مجلس الوزراء، أو لقاء وزاري، أو اجتماع وزاري، كأنَّ الوزراء لم يعودوا يعرفون الفارق بين الجلسة واللقاء والإجتماع.

***

كل ذلك لأن الفشل هو فشلٌ عابرٌ للمؤسسات والإدارات:

لا مناقصة تكتمل، ولا مزايدة تكتمل، أما إذا اكتملتا فوجهتهما مجلس شورى الدولة أو ديوان المحاسبة، وكأنَّ التدقيق هو لاحقٌ وليس سابقاً.

بماذا نتلهَّى؟

نتلهَّى بأمور كثيرة، والمطلوب واحد:

رئيس جمهورية أولاً، والبقية تأتي.