Site icon IMLebanon

الأقل كلفة  

 

رحل الرئيس المؤسس لحزب الكتائب المرحوم الشيخ بيار الجميل عن هذه الدنيا من دون أن يحظى بجوابٍ شافٍ عن سؤاله المزمن: “أي لبنان نريد؟”. وذهب بعض  أخصام الكتائب الى حد القول إن الرئيس الأعلى كان يعرف سلفاً أنه لن يتلقَ جواباً. وفي تقدير البعض الآخر أنه كان يصر على السؤال كي يحرج الآخرين جميعاً، حلفاء وخصوماً، لأنه واثق بأن الذين لا يريدون الصيغة لا يمكنهم أن يبوحوا بمكنونات الصدور حول الصيغة البديل.

 

اليوم يعود السؤال على نطاق واسع انطلاقاً مما يصفونه بالتردي وعدم الاستقرار منذ التعديل الدستوري إنطلاقاً من اتفاق الطائف. والرد على هذا القول يأتي سريعاً ترداداً لما كان يعلنه مثلث الرحمة الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وهو: قبل أن تبحثوا بتعديل الطائف، طبقوه.

 

صحيح أن الطائف لم يطبق كاملاً حتى اليوم. . والبنود التي لم تطبق هي الأكثر أهمية عموماً. فقد اقتصر التطبيق، تقريباً، على تقزيم صلاحيات رئيس الجمهورية. أما ما لم يطبق فهو اللامركزية الإدارية الموسعة، وإنشاء مجلس الشيوخ، وتشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية… وكل من هذه النقط كفيلة بأن تفتح باباً على المجهول.

 

وإذا كان التوصل الى اتفاق الطائف كلف البلد أكثر من مئة وخمسين ألف قتيل في حروب تناسلت حروباً فإن التوصل الى الصيغة البديل سيكون أشد كلفة في هذه المناخات السلبية جداً المخيمة على لبنان، خصوصاً تعميق الشرخ الوطني عمودياً، وأيضاً الشرخ الطائفي، وكذلك الشرخ المذهبي…

 

وفي التقدير أن أي كلام على صيغة، أو صيغ بديلة، ليس في محله في هذه المرحلة الصعبة والحساسة والدقيقة. ولقد يكون الحوار الوطني هو البديل والأقل كلفة إن لم يكن الأكثر جدوى.