بنشوة الاتفاق التاريخي لترسيم الحدود وآمال انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة، اقفل اسبوع الانجاز اللبناني، متوجا باتصالات تهنئة رئاسية من كبريات دول العالم، ليدخل مدار “ويك اند” سياسي حافل بكل المعايير، تكشف عن مجموعة من المواقف والمعطيات التي اعادت خلق الاوراق السياسية على الساحة الداخلية، مرحلا انعكاساته ونتائجه على الاسبوع الحالي، الذي يبدو ان جلسة الانتخابات الرئاسية المحددة الخميس لن تكون كسابقاتها، اقله شكلا، مع دخول عوامل جديدة تمهد لخروج الدخان الابيض من الجلسة التي ستليها .
تحت هذه العناوين يمكن ادراج سلسلة من النقاط الاساسية، التي لن تمر مرور الكرام، اذ يترتب على كل منها مفاعيل خطيرة تشرّع الابواب على فوضى وانهيارات غير مسبوقة، لم تكن “سيناريوهات الدم” خارجها، كونها قادرة على اعادة رسم مشهد سياسي جديد، ولعل ابرزها:
– تهديد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في ذكرى 13 تشرين، بان لا يجربه احد كي لا يجبر على ان يعود مرشحا للرئاسة، بعد ساعات من كلام السفيرة الاميركية في بيروت، وتصريح مسؤول اميركي بان مسألة رفع العقوبات عنه راهنا غير مطروحة لجملة من الاسباب الداخلية الاميركية.
فباسيل الذي فتح النار السبت، محققا اصابات غير مباشرة في مرمى عين التينة، من ضمن بنك اهدافه، ممهدا بالنار لزيارته الى مقر الرئاسة الثانية لشرح مبادرته، التي تعيده الى السباق الرئاسي من باب المشروع المتكامل، مثنيا على ادارة “ابو مصطفى” لملف الانتخابات الرئاسية.
– حركة السفير السعودي، الذي بدأت مع تغريدة معبّرة وخطيرة، اوحت بان المس باتفاق الطائف هو نهاية للبنان والشراكة، قبيل ساعات من زياراته الى القصر الجمهوري وبعدها عين التينة، حيث كان له “تحذيرات” واضحة من اي محاولات لنسف الطائف، خصوصا بعد انكشاف المخطط الذي لزمت الدولة السويسرية تنفيذه، كمقدمة لعقد مؤتمر وطني جديد، اتهمت جهات متابعة الجانب الفرنسي بانه صاحب الطبخة، خلافا لرأي الفاتيكان والولايات المتحدة الاميركية، فيما اشارت جهات ديبلوماسية في بيروت الى ان ما رافق الحديث عن دعوات للعشاء ومؤتمرات سويسرية لا يعدو كونه “بالون اختبار”، فيما “الشغل الجد” في مكان آخر.
– نجاح الهجمة المضادة للمملكة العربية السعودية عبر حلفائها في بيروت في تأجيل عشاء السفارة السويسرية تمهيدا لنسفه، بعدما شهد سلسلة اعتذارات عن المشاركة واعتراضات على تمثيل البعض.
– زيارة احد المرشحين الجديين لرئاسة الجمهورية الى الصرح البطريركي وعقده خلوة طويلة مع سيد بكركي، بقيت نتائجها ضبابية رغم محاولة البعض الايحاء بمدى ايجابية اللقاء، رغم ان عظة قداس الاحد اوحت خلاف ذلك، واصرارا على التصعيد الرئاسي ومحاولة الراعي فرض اجندته ومواصفاته التي باتت شبه مكتملة.
– الاشكالات العونية – القواتية المتنقلة في الشارع، والتي بدأت تثير المخاوف من اتساعها وفلتان الامور عن السيطرة، خصوصا ان الايام القادمة قد تحمل معها مزيدا من الاحتكاكات مع اصرار كل الافرقاء على الاحتفال بخروج الرئيس عون من القصر الجمهوري كل على طريقته، وفقا لتقارير استخباراتية تحدثت عن مخاوف جدية من اقتتال مسيحي في الشارع ناره تحت جمر المواقف السياسية المشتعلة لدى الطرفين، فضلا عن نفخ المتضررين في نارها. علما ان نواب التيار يقرون بانهم و”القوات اللبنانية” كتلتان مقرّرتان في ما خص انتخابات الرئاسة.
– خيبة امل باريس من نتائج زيارة وزيرة خارجيتها الى بيروت، واكتشافها مدى هشاشة الطرح الفرنسي وضعف موقف الايليزيه في ادارته لملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وعجز قصر الصنوبر عن تأمين الحد الادنى اللازم من الاصوات لتمرير مرشحه من “خرم ابرة” ساحة النجمة.