IMLebanon

«الطائف» رهن «المسار والمصير» مع سوريا!

مساعٍ فاتيكانية ـ فرنسية لانتخاب رئيس نهاية الصيف

«الطائف» رهن «المسار والمصير» مع سوريا!

تتسع دائرة الحجج والتبريرات التي يسوقها الفرقاء السياسيون بشأن الموقف من الاستحقاقات على اختلافها، رئاسية أو نيابية.. أو حكومية على صلة بملف التعيينات العسكرية والأمنية.

لكنّ التدقيق في ما يجري من اتصالات بعيدة من الأضواء على مستوى عواصم القرار، يُظهر أن اسم الذي سيعيد فتح أبواب القصر الجمهوري في بعبدا هو محور الاشتباك.

هذه المعطيات يعزّزها سفير غربي معتمَد في بيروت خلال جلسة «تبادل أفكار» مع عدد من المخضرمين في الشأن السياسي، والذي كشف عن وجود اتصالات ومساعٍ فرنسية وفاتيكانية جدّية مع الولايات المتحدة الاميركية وايران والسعودية، لإجراء الانتخابات الرئاسية خلال الاشهر الاربعة المقبلة، وان كلاً من الفاتيكان وفرنسا تمارسان ضغوطاً كبيرة على الرياض وطهران لإقناع المسؤولين فيهما بالتجاوب مع ضرورة إنهاء ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان.

لكن السفير الغربي أشار إلى أن ما يساهم في هذه البرودة الرئاسية هو عدم وجود حماسة لدى واشنطن لإتمام الاستحقاق الرئاسي راهناً. وعدم الحماسة هذه تنسحب ايضاً على كل من طهران والرياض، إذ إن الأخيرتين تنتظران معرفة نتائج التحولات الميدانية على الأرض في الحرب الدائرة في سوريا، لتبيان أي كفة سترجح على الأخرى، في حين ان فرنسا والفاتيكان تشددان على وجوب التفاهم مع العواصم الثلاث لإنضاج تسوية سريعة للملف الرئاسي، لقناعة راسخة لديهما بأنه أياً كانت التحولات في سوريا، فليس بالضرورة أنها ستحدد هوية الرئيس المقبل.

من هنا يأتي إصرار فرقاء أساسيين في «8 و14 آذار» بالتمديد للقادة العسكريين والأمنيين، رغبة منهم في الإبقاء على كل الخيارات الرئاسية مفتوحة وواردة، وهو ما يدفع برئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون الى الإصرار على رفض التمديد للقادة العسكريين والأمنيين، ما أدخل هذه المسألة في إطار عملية شد الحبال بين طرفين: أحدهما يريد التمديد ربطاً بالرئاسة، والآخر يعارض التمديد ويعمل للتعيين لعله يزيح حصاناً قوياً من دربه».

الأكيد أن هناك اتصالات جدية بين الفرقاء المعنيين لإتمام التعيينات قبل الخامس من حزيران المقبل، موعد تقاعد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص. لكن ما يمكن تسجيله هنا هو أن الفرقاء الداخليين أدخلوا الخارج في هذه المسألة من خلال مبادرتهم الى طرحها مع السفراء العرب والأجانب.

مبدئياً، اذا تعذّر التعيين، وهو الاحتمال الأكثر ترجيحاً، فإن التوجه هو ليس التمديد للواء بصبوص في موقعه إنما إبقاء المركز شاغراً حتى موعد استحقاق انتهاء ولاية قائد الجيش في ايلول المقبل، لأنه لا يمكن ربط الموقعين في مسألة التعيين راهناً، وعند الدخول في النصف الثاني من ايلول إما أن يتم الذهاب إلى إجراء الانتخابات الرئاسية استناداً لما يكون قد تحقق من مساعٍ فاتيكانية – فرنسية، وإذا تعذّر ذلك يُطرح خيار التعيين الذي حكماً لن يحصل.

هذا الحل المتداول يمنع تفجير الحكومة ويحافظ على «الستاتيكو» الحالي، أي أن الخارج الذي لجأ اليه البعض في مسألة التعيينات، يريد استخدام هذه الورقة من ضمن أوراق الضغط لإتمام الاستحقاق الرئاسي الذي مع إجرائه تزول كل التعقيدات.

هل يمكن إتمام الاستحقاق الرئاسي على أبواب الخريف؟

يُنقل عن المنسق الخاص للأمين العام للامم المتحدة ديريك بلامبلي قبل مغادرته لبنان منهياً مهمته أنه أسرّ لبعض الشخصيات اللبنانية بما حرفيته «الأبواب فُتحت على مصاريعها لي وللسفير الأميركي والموفد الفرنسي لنتحرك بين الرياض وطهران ونجحنا في تشكيل الحكومة بتوازناتها الدقيقة جداً، لكن لم تفتح الأبواب لكي نكمل بإنجاز الملف الرئاسي.. لقد قيل لي توقّف ولن تأتي إشارة للتحرك.. لا أعرف مدى الشغور..» يومها رفع بلامبلي يديه مستسلماً، ومن يومها لم تتحرك الأمور رئاسياً.

يخلص مصدر سياسي كان على تماس مع تلك الاتصالات إلى القول إنه «إذا لم تنجز الاستحقاقات وفق قواعد النظام السياسي الحالي، فإنه سيطول انتظار ملء الشغور ربطاً بصياغة جديدة ومنقّحة لوثيقة الوفاق الوطني التي أُبرمت في الطائف مع بدء الإعداد لوثائق وفاق وطنية للعديد من دول المنطقة، وسوريا أقربها تأثيراً على لبنان.. ألستم أنتم من اخترعتم وحدة المسار والمصير؟».