يفهمون، ولا يريدون أن يفهموا!!
وبين الارادة والفعل بون شاسع وتباينات!
ومن الفاتيكان الى بكركي، تضيع المفاهيم.
واللبنانيون ثلاثة أقسام.
فريق يريد انتخاب رئيس، اليوم قبل الغد.
وثانٍ يسعى الى بقاء رئيس مسيحي في لبنان.
وثالث يهدف الى التوافق على شخصية لا تكون مع ٨ آذار كلياً، ولا مع ١٤ آذار جزئياً.
وبين الثلاثة ارادة لبنانية، ترفض الإتيان برئيس للبلاد، يكون مجرد خيال مزرعة.
أي يَعدّ الأزمات ولا يحلُّها.
يأتي به رؤساء الكتل لا أعضاؤها.
باختصار، هذا هو رأي الفاتيكان وبكركي والقادة اللبنانيون الأساسيون.
***
لا يستسيغ العالم، أن يلتقي بابا روما قريباً، في أسوج، الاتحاد اللوثري، بمناسبة مرور ٥٠٠ عام على ظاهرة مارتن لوثر لظهور البروتستانت في العالم، ولا يلتقي البابا فرنسيس مع قادة لبنانيين، لاعادة الوزن والتوازن الى اتفاق الطائف.
… وتالياً لإنهاء مهزلة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.
طبعاً، لا أحد يفهم عملياً، ماذا يريد الكاردينال الراعي العائد من روما، ماذا يقصد بإلحاحه المستمر على اختيار رئيس للجمهورية اللبنانية.
بطريرك الموارنة يتعاطف مع السرعة في الاختيار.
ولا أحد يريد تعديل اتفاق الطائف أو تغييره.
وإن كان نجوم أساسيون صمتوا دهراً على تحريف الوصاية للاتفاق، ويريدون سرعة الاختيار.
إلا أن دعاة التهدئة في الاختيار، لا يريدون رئيساً للبلاد، يكون ملحقاً بالرئاسة الثانية، أو باختيار الرئاسة الثالثة.
القادة الأساسيون، وهذا ظهر خلال لقاء البابا والكاردينال، يريدون رئيساً يقود جمهورية الى الاصلاحات الواردة في الطائف، ويسير بالوطن الى حيث للرئاسة معنى، ودور وفعل.
البابا ذاهب الى السويد لمصالحة تاريخية مع البروتستانت بعد دهور من الصراعات الدينية، وما الذي يمنع مصالحة وطنية بين اللبنانيين على فهم الطائف على حقيقته.
***
عندما ذهب البرلمانيون اللبنانيون الى الرياض، واتفقوا على دستور مكتوب للبنان، تفادياً للحرب المدمرة بين الجنرال والحكيم، جل ما فعلوه، كما يقول الرئيس حسين الحسيني والنائبان الراحلان جورج سعادة ونصري المعلوف، هو جعل العرف غير المكتوب، مدوناً في اتفاق تاريخي مكتوب.
طبعاً، كانت الوصاية ضد الطائف، وقبلت به مرغمة، ثم عمدت الى تحريفه.
والناس تريد رئيساً، لا يتابع ما كرّسته الوصاية، بل يحكم مع سواه، وفق الدستور الحقيقي، وبعد ذلك، يفكرون في تعديله، اذا ما وجدوا حاجة اليه.
هذا ما يريده اللبنانيون.
وما يريده البابا والكاردينال.
… وما يؤدي الى لبنان معافى من التباينات والتداعيات!! –